الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب النيسابوري ، حدثنا بشر بن عبد الحكم ، عن علي بن عثام، قال: رئي إبراهيم بن أدهم متنفط الرجلين، رافعهما على ميل، وهو يقول: ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ) .

أنبأنا القطان بالرقة، حدثنا أحمد بن أبي الحواري ، حدثنا عبد العزيز بن عمير ، عن عطاء الأزرق ، عن عبد الواحد بن زيد، قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد، من أين أتي هذا الخلق؟ قال: من قلة الرضا عن الله، قلت: ومن أين أوتي قلة الرضا عن الله؟ قال: من قلة المعرقة بالله.

[ ص: 161 ] قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : يجب على العاقل إذا كان مبتدئا أن يلزم عند ورود الشدة عليه سلوك الصبر، فإذا تمكن منه حينئذ يرتقي من درجة الصبر إلى درجة الرضا، فإن لم يرزق صبرا، فليلزم التصبر؛ لأنه أول مراتب الرضا، ولو كان الصبر من الرجال لكان رجلا كريما؛ إذ هو بذر الخير، وأساس الطاعات.

ولقد أخبرني محمد بن سعيد القزاز ، حدثنا طاهر بن الفضل بن سعيد، حدثنا سفيان بن عيينة، قال: سمعت رجلا من أهل الكتاب أسلم، قال: أوحى الله إلى داود: يا داود، اصبر على المؤنة تأتك مني المعونة.

وأنشدني عبد الله بن الأحوص بن عمار القاضي:


صبرا جميلا على ما ناب من حدث والصبر ينفع أحيانا إذا صبروا     الصبر أفضل شيء تستعين به
على الزمان إذا ما مسك الضرر



وأنشدني إبراهيم بن محمد بن سهل، أنشدني أبو يعلى الموصلي:


إني رأيت وفي الأيام تجربة     للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقل من جد في شيء يحاوله     فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر



وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش:


أتاك الروح والفرج القريب     وساعدك القضاء فلا تخيب
صبرت، فنلت عقبى كل خير     كذاك لكل مصطبر عقيب



التالي السابق


الخدمات العلمية