الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أخبرنا محمد بن المسيب ، حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني قال: سمعت حاتم بن إسماعيل يقول " ما استودع الله عقلا عبدا إلا استنقذه به يوما ما ".

قال أبو حاتم: العقل دواء القلوب، ومطية المجتهدين، وبذر حراثة الآخرة، [ ص: 19 ] وتاج المؤمن في الدنيا، وعدته في وقوع النوائب، ومن عدم العقل لم يزده السلطان عزا، ولا المال يرفعه قدرا، ولا عقل لمن أغفله عن أخراه ما يجد من لذة دنياه، فكما أن أشد الزمانة الجهل، كذلك أشد الفاقة عدم العقل.

والعقل والهوى متعاديان، فالواجب على المرء: أن يكون لرأيه مسعفا ولهواه مسوفا. فإذ اشتبه عليه أمران اجتنب أقربهما من هواه; لأن في مجانبته الهوى إصلاح السرائر، وبالعقل تصلح الضمائر.

أخبرنا عمرو بن محمد الأنصاري ثنا ثنا محمد بن عبيد الله الجشمي ، حدثنا المدايني قال: قال معاوية بن أبي سفيان لرجل من العرب عمر دهرا " أخبرني بأحسن شيء رأيته، قال عقل طلب به مروءة مع تقوى الله وطلب الآخرة ".

وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش :


إذا تم عقل المرء تمت أموره وتمت أياديه وتم بناؤه     فإن لم يكن عقل تبين نقصه
ولو كان ذا مال كثيرا عطاؤه



التالي السابق


الخدمات العلمية