الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي ، حدثنا عبد الواحد بن غياث ، حدثنا خالد بن عبد الله ، حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي أن عمر بن الخطاب قال " من سأل الناس ليثري ماله، فإنما هو رضف من النار يلقمه، فمن شاء استقل، ومن شاء استكثر ".

أنبأنا محمد بن سليمان بن فارس الدلال ، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، حدثنا أبو عباد يحيى بن عباد ، حدثنا شعبة ، عن قتادة قال: سمعت مطرف بن عبد الله يحدث عن حكيم بن قيس بن عاصم عن أبيه أنه أوصى بنيه عند موته، فقال: يا بني، إياكم ومسألة الناس; فإنها آخر كسب الرجل.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل لا يسأل الناس شيئا فيردوه، ولا يلحف في المسألة فيحرموه، ويلزم التعفف والتكرم، ولا يطلب الأمر مدبرا، ولا يتركه [ ص: 146 ] مقبلا; لأن فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها، وإن من يسأل غير المستحق حاجة حط لنفسه مرتبتين، ورفع المسئول فوق قدره.

أخبرني محمد بن المنذر ، حدثنا أحمد بن مؤمل المصري قال: سمعت حامد بن يحيى يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: من يسأل نذلا حاجة فقد رفعه عن قدره.

أنشدني ابن زنجي البغدادي :


ذل السؤال شجى في الحلق معترض من دونه شرق من خلفه جرض     ما ماء كفك إن جادت وإن بخلت
من ماء وجهي إذا أفنيته عوض



وأنشدني محمد بن عبد الله المؤدب :


ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله     عوضا، وإن نال الغنى بسؤال
وإذا السؤال مع النوال وزنته     رجح السؤال، وخف كل نوال
وإذا ابتليت ببذل وجهك سائلا     فابذله للمتكرم المفضال



التالي السابق


الخدمات العلمية