الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ببغداد حدثنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة عن الأعمش قال: سمعت المعرور بن سويد يحدث عن عبد الله قال " إن في [ ص: 148 ] طلب الرجل الحاجة إلى أخيه فتنة، إذا أعطاه حمد غير الذي أعطاه، وإن منعه ذم غير الذي منعه ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: لو لم يكن في السؤال خصلة تذم إلا وجود التذلل في النفس عند الاهتمام بالسؤال وإبدائه لكان الواجب على العاقل أن لو اضطره الأمر إلى أن يستف الرمل ويمص النوى أن لا يتعرض للسؤال أبدا ما وجد إليه سبيلا، فأما من دفعه الوقت إلى ذلك فسأل من يعلم أنه يقضي حاجته أو ذا سلطان لم يحرج في فعله ذلك، كما لم يحرج في القبول إذا أعطي من غير مسألة، ومن استغنى بالله أغناه الله، ومن تعزز بالله لم يفقره، كما أن من اعتز بالعبيد أذله.

ولقد أنبأنا سعيد بن محمد القزاز ، حدثنا أبو الهيثم الرازي ، حدثنا خالد بن يزيد ، حدثنا إبراهيم بن موسى ، حدثنا هشام بن يوسف ، عن معمر قال: قال أبو معاوية - رجل من ولد كعب بن مالك - : " لقد رأيتني أنضح أول النهار وأضرب آخر النهار على بطني بالمعول في المعدن، قال: قلت: لقد لقيت مؤونة، قال: أجل إنا طلبنا الدراهم من أيدي الرجال ومن الحجارة، فوجدناها من الحجارة أسهل علينا ".

التالي السابق


الخدمات العلمية