الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
حدثنا إبراهيم بن مضر بن عنبر ، حدثنا يوسف بن عيسى ، حدثنا وكيع ، حدثنا أبو سهل ، عن إبراهيم بن بكير قال: كان أبو هريرة إذا استثقل جليسا له قال " اللهم اغفر لنا وله، وأرحنا منه في عافية ".

[ ص: 69 ] قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل مجانبة الخصال التي تورثه استثقال الناس إياه، وملازمة الخصال التي تؤديه إلى محبتهم إياه.

ومن أعظم ما يتوسل به إلى الناس، ويستجلب به محبتهم; البذل لهم مما يملك المرء من حطام هذه الدنيا، واحتماله عنهم ما يكون منهم من الأذى.

فلو أن المرء صحبه طائفتان: إحداهما تحبه، والأخرى تبغضه، فأحسن إلى التي تبغضه، وأساء إلى التي تحبه، ثم أصابته نكبة فاحتاج إليهما، لكان أسرعهما إلى خذلانه وأبعدهما عن نصرته الطائفة التي كانت تحبه، وأسرعهما إلى نصرته وأبعدهما عن خذلانه الطائفة التي كانت تبغضه، لأن الكلب إذا شبع قوي، وإذا قوي أمل، وإذا أمل تبع المأمول، وإذا جاع ضعف، وإذا ضعف أيس، وإذا أيس ولى عن المتبوع.

فمن عدم المال فليبسط وجهه للناس. فإن ذلك يقوم مقام بذل المعروف، إذ هو أحد طرفيه.

أنبأنا محمد بن المهاجر المعدل ، حدثنا هارون بن عبد الخالق المازني قال: سئل ابن المبارك عن حسن الخلق، فقال " هو بسط الوجه، وبذل المعروف ".

أنبأنا الحسن بن سفيان ، حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث ، حدثنا محمد بن القاسم الأسدي عن منحة بن عمرو قال " خرج غلام لنا بقمامة الدار، أو بكناسة الدار، عريان، وسعيد بن جبير على الباب، فقال: يا خبيث ارفع إزارك ".

أنبأنا محمد بن إبراهيم البدوري بالبصرة حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي ، حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: إذا لقي المسلم أخاه فصافحه وكشر في وجهه تحاتت ذنوبه، كما تحات العذق من النخلة. فقال [ ص: 70 ] رجل لمجاهد: يا أبا الحجاج، إن هذا من العمل اليسير. فقال مجاهد ( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ) أفيسير هذا؟.

التالي السابق


الخدمات العلمية