الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا محمد بن عثمان العقبي ، حدثنا محمد بن عامر الأنطاكي ، حدثنا ابن توبة ، حدثنا محمد بن مهاجر، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، قال: ثلاثة يحبهم الله: [ ص: 167 ] من كره سوءا يأتيه إلى أخيه وصاحبه، فذلك قمن أن يستحي من الله، ومن كان ذا رفعة من الناس، فتواضع لله، فذلك الذي عرف عظمة الله، فيخاف مقته، ومن كان عفوه قريبا من إساءته، فذلك تقوم به الدنيا.

قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : من أراد الثواب الجزيل، واسترهان الود الأصيل، وتوقع الذكر الجميل، فليتحمل من ورود ثقل الردى، ويتجرع مرارة مخالفة الهوى، باستعمال السنة التي ذكرناها في الصلة عند القطع، والإعطاء عند المنع، والحلم عند الجهل، والعفو عند الظلم؛ لأنه من أفضل أخلاق أهل الدين والدنيا.

ولقد أنبأنا محمد بن المهاجر ، حدثنا ابن أبي شيبة ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، عن داود بن الزبرقان، قال: قال أيوب: لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم.

وأنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي:


وإذا مذنب أتاه به الحق فغطاه عفوه في ستوره     راجيا للثواب في كل زرء
من خفي الأمور، أو مشهوره     فهو في عاجل الحياة كريم
ومن الفائزين يوم نشوره     خصلة جزلة بها خصه الله
لزين الدنيا ويوم كروره



التالي السابق


الخدمات العلمية