الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ذكر استعمال لزوم المداراة، وترك المداهنة مع الناس

أنبأنا محمد بن قتيبة اللخمي بعسقلان وعمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قالا: حدثنا ابن واضح ، حدثنا يوسف بن أسباط ، حدثنا سفيان ، عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مداراة الناس صدقة ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل أن يلزم المداراة مع من دفع إليه في العشرة من غير مقارفة المداهنة، إذ المداراة من المداري صدقة له، والمداهنة من المداهن تكون خطيئة عليه، والفصل بين المداراة والمداهنة: هو أن يجعل المرء وقته في الرياضة لإصلاح الوقت الذي هو له مقيم بلزوم المداراة من غير ثلم في الدين من جهة من الجهات، فمتى ما تخلق المرء بخلق شابه بعض ما كره الله منه في تخلقه، فهذا هو المداهنة، لأن عاقبتها تصير إلى قل ويلازم المداراة; لأنها تدعو إلى صلاح أحواله، ومن لم يدار الناس ملوه كما أنشدني علي بن محمد البسامي :


دار من الناس ملالاتهم من لم يدار الناس ملوه     ومكرم الناس حبيب لهم
من أكرم الناس أحبوه



التالي السابق


الخدمات العلمية