الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
686 الأصل

[ 459 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة قال: سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "والذي نفسي بيده ما من عبد يتصدق بصدقة من كسب طيب -ولا يقبل الله إلا طيبا، ولا يصعد إليه إلا طيب- إلا [ ص: 167 ] كان إنما يضعها في يد الرحمن فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه، حتى أن اللقمة لتأتي يوم القيامة وإنها لمثل الجبل العظيم، ثم قرأ أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات .

التالي السابق


الشرح

هذا حديث متفق على صحته في فضائل الصدقة .

وقوله: "ولا يقبل الله إلا طيبا، ولا يصعد إلى السماء إلا طيب" من الكلام المعترض يعني: أن المقبول من الصدقة الطيب كالمقبول من سائر الأعمال، واللفظة الثانية توافق قوله تعالى إليه يصعد الكلم الطيب .

وقوله: "في يد الرحمن" محمول على القبول أو الإنعام ، كقوله: "يبسط يده لمسيء النهار" .

وتربيتها: مضاعفة أجرها حتى تصير اللقمة كالجبل العظيم.

والفلو: المهر، سمي به لأنه يفلى عن أمه، أي: يعزل، وفي رواية القاسم بن محمد عن أبي هريرة: كما يربي أحدكم مهره أو فصيله حتى تصير اللقمة مثل أحد.

[ ص: 168 ]



الخدمات العلمية