الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
528 [ 375 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا من لا أتهم، حدثني موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه قال: توشك المدينة أن يصيبها مطر أربعين ليلة لا يكن أهلها بيت من مدر .

التالي السابق


الشرح

محمد: هو ابن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمي الجدعاني المديني.

روى عن: ابن عمر.

وروى عنه: مالك بن أنس.

وذكر في "الأم" اسم أبيه على التردد، وقال: محمد بن يزيد أو زيد بن المهاجر .

وصالح بن عبد الله أحد بني عبد الله بن الزبير من أكابر قريش.

[ ص: 67 ] وكعب: هو ابن ماتع الحميري، يقال له: الحبر، ويقال: الأحبار.

سكن الشام وكان عنده علم كتب الأولين، ويكنى بأبي إسحاق.

مات لسنة بقيت من خلافة عثمان -رضي الله عنه- .

ووالد سعيد: هو المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ المخزومي القرشي المديني، شهد بيعة الرضوان.

وروى عن: النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وسمع منه: ابنه سعيد .

وحزن أبوه من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -أيضا، قتل يوم اليمامة، ويقال أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأله عن اسمه. فقال: حزن فقال: أنت سهل، قال: لا أغير اسما سمانيه أبي. قال سعيد: فما زالت فينا الحزونة .

وموسى بن جبير: هو المديني مولى [بني] سلمة.

روى عن: أبي أمامة بن سهل، وعروة.

وروى عنه: يحيى بن أيوب، وبكر بن مضر، وغيرهما .

ويوسف : هو ابن عبد الله بن سلام الأنصاري الخزرجي.

[ ص: 68 ] يروى عنه أنه قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ كسرة من خبز شعير فوضع عليها تمرة وقال: هذه إدام هذه .

وحديث كعب أورده أبو سليمان الخطابي في غريبه ورواه عن الأصم وذكر أنه قال: وهو يعمل زندا بتسكين النون، وأن الصواب الزند بفتح النون وهو المسناة، وأن بعضهم قال: إنما هو الربد يريد بناء من طين، قال: والربد الطين، والرباد الطيان في لغة أهل اليمن.

وقد تجد أنت في النسخ: "وهو يعمل وتدا" كأن من قال به ذهب إلى [القوابيل] التي يستظهر بها للبناء فإنها كالأوتاد له وهو شبيه بتسمية الجبال أوتادا، والثابت الزند وكذلك ذكره صاحب الغريبين.

وحديث سعيد عن أبيه عن جده رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان، ورواه الأزرقي في كتاب مكة عن جده عن ابن عيينة وقال: جاء سيل في الجاهلية ... ثم عد سيولا عظيمة وقعت بمكة في الإسلام منها سيل أم نهشل في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ومنها سيل الجحاف في خلافة عبد الملك بن مروان سنة ثمانين، وسيل ابن حنظلة في خلافة المأمون سنة اثنتين وثمانين، وآخر أعظم منه في سنة ثمان ومائتين.

وأما حديث عبد الله بن سلام فهو نظير ما في الفصل السابق.

[ ص: 69 ]



الخدمات العلمية