الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
752 الأصل

[ 535 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان، عن ابن أبي لبيد، عن محمد بن كعب القرظي أو غيره قال: حج آدم فلقيته [ ص: 261 ] الملائكة فقالوا: بر نسكك آدم لقد حججنا قبلك بألفي عام .

التالي السابق


الشرح

هذا الأثر رواه الأزرقي في كتاب مكة عن ابن أبي لبيد المديني واللفظ: "بر حجك" ورواه بإسناده عن محمد بن المنكدر قال: أول شيء عمله آدم حين هبط من السماء طاف بالبيت الحرام فلقيته الملائكة فقالوا: بر نسكك يا آدم طفنا بهذا البيت قبلك بألفي سنة.

فروي أيضا عن عثمان بن ساج، عن سعيد أن آدم حج على رجليه سبعين حجة ماشيا وأن الملائكة لقيته بالمأزمين فقالوا: بر حجك يا آدم أما إنا قد حججنا البيت قبلك بألفي عام.

وقوله: "بر نسكك" يقال: بر حجه، وبر الله حجه برا، وأبر الله حجه لغة في بر، والحج المبرور: الخالص الذي لا يخالطه مأثم.

وفي الأثر بيان فضل البيت، وأنه لم يزل كان مزورا محجوجا، وأورده الشافعي في الأم في باب دخول مكة بغير إرادة حج وعمرة، وقال: الناس مندوبون إلى إتيان البيت بإحرام ولم يحك لنا عن أحد من النبيين ولا الأمم الخالية أنه جاء البيت إلا حراما، ولم يدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما علمنا به مكة إلا حراما إلا في حرب الفتح .




الخدمات العلمية