الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وكانت عيناه نجلاوين أدعجهما وكان في عينيه تمزج من حمرة وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها .

التالي السابق


(وكانت عيناه ) صلى الله عليه وسلم (نجلاوين) أو واسعتين (أدعجهما) ، أي : شديد سواد حدقتهما .

روى البيهقي من طريق عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قيل لعلي : انعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقال : "كان أبيض مشربا بياضه حمرة ، وكان أسود الحدقة أحدب الأشفار " ، وروي من طريق إبراهيم بن محمد من ولد علي ، قال : "كان علي إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : كان في الوجه تدوير أبيض ، مشرب أدعج العينين أهدب الأشفار " ، ولأبي بكر بن أبي شيبة ، من حديث جابر بن سمرة ، قال : "كنت إذا نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - قلت : أكحل العينين ، وليس بأكحل " ، الحديث .

(وكان في عينيه تمزج من حمرة) روى البيهقي من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن محمد بن علي ، عن أبيه ، قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - عظيم العينين ، أهدب الأشفار ، مشرب العين بحمرة " ، وروى مسلم من طريق غندر عن شعبة ، عن سماك ، عن جابر بن سمرة ، قال : كان ضليع الفم ، أشكل العينين ، منهوس العقبين .

ورواه الحاكم بلفظ : "كان أشكل العينين ضليع الفم ، ورواه أبو داود فقال : أشهل العينين ، قال أبو عبيد الشكلة كهيئة الحمرة ، تكون في بياض العين ، والشهلة غير الشكلة ، وهي حمرة في سواد العين .

(وكان) صلى الله عليه وسلم (أهدب الأشفار) ، جمع شفر بالضم ، وهو حرف الجفن ، الذي ينبت عليه الهدب ، قال ابن قتيبة والعامة تجعل أشفار العين الشعر ، وهو غلط ، وإنما الأشفار حروف العين التي ينبت عليها الشعر ، (حتى تكاد تلتبس من كثرتها) روي ذلك من حديث علي بألفاظ مختلفة ، ففي لفظ عظيم العينين أهدب الأشفار ، وفي لفظ : أسود الحدقة أهدب الأشفار ، وفي لفظ : أدعج العين أهدب الأشفار ، وفي لفظ أغر أبلج أهدب الأشفار ، ومن حديث أبي هريرة ، كان أهدب أشفار العينين ، وفي لفظ : كان مفاض الجبين أهدب الأشفار ، وفي لفظ : أكحل العينين أهدب الأشفار ، كل هذه الألفاظ عند البيهقي في الدلائل .




الخدمات العلمية