الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وقال صلى الله عليه وسلم : ثلاثة نفر لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم المنان بعطيته والمنفق سلعته بالحلف الفاجر والمسبل إزاره .

وقال صلى الله عليه وسلم من : حلف حالف بالله ، فأدخل فيها مثل جناح بعوضة ، إلا كانت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة وقال أبو ذر: ثلاثة يحبهم الله : رجل كان في فئة فنصب نحره حتى يقتل أو يفتح الله عليه وعلى أصحابه، ورجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن، ورجل كان معه قوم في سفر أو سرية، فأطالوا السرى حتى أعجبهم أن يمسوا الأرض فنزلوا فتنحى يصلي حتى يوقظ أصحابه للرحيل وثلاثة يشنؤهم الله التاجر أو البياع الحلاف والفقير المختال والبخيل المنان .

وقال صلى الله عليه وسلم: ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ، ويل له ، ويل له، وقال صلى الله عليه وسلم : رأيت كأن رجلا جاءني فقال لي : قم . فقمت معه فإذا ، أنا برجلين أحدهما قائم والآخر جالس ، بيد القائم كلوب من حديد يلقمه في شدق الجالس فيجذبه حتى يبلغ كاهله ثم يجذبه ، فيلقمه الجانب الآخر فيمده ، فإذا مده رجع الآخر كما كان ، فقلت للذي أقامني : ما هذا فقال ؟ : هذا رجل كذاب يعذب في قبره إلى يوم القيامة وعن عبد الله بن جراد قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، هل يزني المؤمن ؟ قال : قد يكون ذلك . قال : يا نبي الله ، هل يكذب المؤمن؟ قال ؟ : لا ، ثم أتبعها صلى الله عليه وسلم بقول الله تعالى : إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وقال أبو سعيد الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول في دعائه اللهم طهر قلبي من النفاق وفرجي من الزنا ، ولساني من الكذب وقال صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر .

وقال عبد الله بن عامر جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا صبي صغير ، فذهبت لألعب ، فقالت أمي : يا عبد الله ، تعال حتى أعطيك . فقال صلى الله عليه وسلم: وما أردت أن تعطيه قالت ؟ : تمرا . فقال: أما إنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة .

التالي السابق


(وقال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة نفر لا يكلمهم الله ) تكليم رضا عنهم، أو كلاما يسرهم، أو لا يرسل إليهم الملائكة بالتحية، أو ملائكة الرحمة، ولما كان لكثرة الجمع مدخل عظيم في مشقة الخزي قال: (يوم القيامة) الذي من افتضح في جمعه لم يفز، (ولا ينظر إليهم) نظر رحمة وعطف ولطف، أحدهم ( المنان بعطيته ) من المنة، التي هي الاعتداد بالصنيعة، وهي إن وقعت في صدقة أحبطت الثواب، أو في معروف أبطلت الصنيعة، (و) الثاني (المنفق) كمحدث، أي: المروج (سلعته) أي: متاعه (بالحلف) بكسر اللام، ويروى بسكونها أيضا، (الفاجر) ، أي: الكاذب، (و) الثالث: ( المسبل إزاره ) ، أي: الجار له بإرخاء طرفيه خيلاء، وخص الإزار لأنه عامة لباسهم، فلغيره من نحو قميص حكمه، قال الطيبي: جمع الثلاثة في قرن; لأن المسبل إزاره هو المتكبر المترفع بنفسه على الناس ومحتقرهم، والمنان إنما من بعطائه لما رأى من علوه على المعطى له، والحالف البائع يراعي غبطة نفسه، وهضم صاحب الحق، والحاصل من المجموع احتقار الغير وإيثار نفسه، ولذلك يجازيه الله باحتقاره له، وعدم التفاته إليه، كما لوح به قوله: لا يكلمهم. قال العراقي : رواه مسلم من حديث أبي ذر . اهـ .

قلت: ورواه كذلك أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بلفظ: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم -وكررها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات- فقال أبو ذر رضي الله عنه: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل إزاره والمنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر " .

وروى الشيخان من حديث أبي هريرة ، واللفظ للبخاري: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم; رجل حلف على سلعته، لقد أعطى بها أكثر مما أعطى، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر، ليقتطع مال رجل مسلم " . الحديث .

وروى الطبراني في الكبير من حديث ابن عمر : "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: المنان عطاءه، والمسبل إزاره خيلاء، ومدمن الخمر" .

(وقال صلى الله عليه وسلم: ما حلف حالف بالله، فأدخل فيها مثل جناح بعوضة، إلا كانت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة ) قال العراقي : رواه الترمذي والحاكم ، وصحح إسناده من حديث عبد الله بن أنيس . اهـ .

قلت: [ ص: 513 ] وكذلك رواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق، (وقال أبو ذر) الغفاري رضي الله عنه: (ثلاثة) من الناس (يحبهم الله; رجل كان في فئة) أي: جماعة من أصحابه، (فنصب نحره) أي: رقبته للعدو، (حتى يقتل أو يفتح الله عليه أو على أصحابه، ورجل كان له جار سوء يؤذيه) بقول أو فعل، (فصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت لأحدهما أو ظعن) ، أي: رحلة، (ورجل كان معه قوم في سفر أو سرية، فأطالوا السرى) أي: سير الليل، (حتى أعجبهم أن يمسوا الأرض) ، وهو كناية عن غلبة النوم، (فنزلوا) عن دوابهم (فتنحى) ذلك الرجل (يصلي) وهم نيام، (حتى) يصبح و (يوقظ أصحابه للرحيل) من ذلك المكان، (وثلاثة من الناس يشنؤهم الله) أي: يبغضهم، (التاجر) الحلاف، (أو) قال: (البياع الحلاف) أي: كثير الحلف على سلعته، وفيه إشعار بأن القليل الصدق ليس محلا للذم، (والفقير المختال) ، أي: المتكبر، (والبخيل المنان) بعطيته .

قال العراقي : رواه أحمد واللفظ له، وفيه ابن [الأحمس] ، ولا يعرف حاله، ورواه هو والنسائي بلفظ آخر بإسناد جيد، ورواه النسائي من حديث أبي هريرة : "أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاف.." ، الحديث، وإسناده جيد. اهـ .

قلت: لفظ أحمد في مسنده: "ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يشنؤهم الله: الرجل يلقى العدو في فئة فينصب لهم نحره حتى يقتل، أو يفتح لأصحابه، والقوم يسافرون فيطول سراهم حتى يحبوا أن يمسوا الأرض، فينزلون عن دوابهم، فيتنحى أحدهم، فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم، والرجل يكون له الجار يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما بموت أو ظعن، والذين يشنؤهم الله: التاجر الحلاف، والفقير المختال، والبخيل المنان .

وأما حديث النسائي الذي أشار إليه العراقي ، فلفظه في باب الزكاة من سننه من حديث أبي ذر : "ثلاثة يحبهم الله تعالى، وثلاثة يبغضهم الله، فأما الذين يحبهم الله فرجل أتى قوما فسألهم بالله، ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم، فمنعوه، فتخلف رجل بأعقابهم فأعطاه سرا، لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه، وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به، فوضعوا رؤوسهم، فقام أحدهم يتملقني ويتلو آياتي، ورجل كان في سرية فلقي العدو، فهزموا، فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له، والثلاثة الذين يبغضهم الله: الشيخ الزاني، والفقير المختال، والغني الظلوم" . ورواه كذلك الترمذي في صفة الجنة، وابن حبان ، والحاكم في الزكاة والجهاد، وقال الترمذي : حديث صحيح، وقال الحاكم : على شرطهما، وأقره الذهبي في التلخيص، ورواه ابن عساكر في التاريخ من حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: بلغني عن أبي ذر حديث، فكنت أحب أن ألقاه، فلقيته، فسألته عنه، فذكره .

وأما حديث أبي هريرة عند النسائي الذي أشار إليه العراقي فلفظه: "أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر" ، وهكذا رواه البيهقي أيضا في السنن .

(وقال صلى الله عليه وسلم: ويل للذي يحدث) الناس (فيكذب) في حديثه; (ليضحك به القوم، ويل له، ويل له) ، كرره إيذانا بشدة هلكته؛ وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم، وجماع كل فضيحة، فإذا انضم إليه استجلاب الضحك، الذي يميت القلب، ويجلب النسيان، ويورث الرعونة، كان أقبح القبائح، قال العراقي : رواه أبو داود والترمذي وحسنه، والنسائي في الكبرى من رواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده. اهـ .

قلت: وكذلك رواه أحمد والطبراني في الكبير، والحاكم ، والبيهقي ، كلهم عن جد حكيم ، معاوية بن حيدة القشيري رضي الله عنه .

(وقال صلى الله عليه وسلم: رأيت كأن رجلا جاءني فقال لي: قم. فقمت معه، وإذا أنا برجلين أحدهما نائم والآخر جالس، بيد القائم كلوب من حديد) ، وهو مثل تنور، خشبة في رأسها حديدة، (يلقمه في شدق الجالس) ، أي: في فمه، كما يلقم الجمل، (فيجذبه حتى يبلغ كاهله) رأس الكتف، (ثم يجذبه، فيلقمه الجانب الآخر فيمده، فإذا مده رجع الآخر كما كان، فقلت للذي أقامني: ما هذا؟ قال: هذا رجل كذاب يعذب في قبره إلى يوم القيامة) ، رواه البخاري من حديث سمرة بن جندب في حديث طويل، (وعن عبد الله بن جراد) بن المنتفق بن عامر بن عقيل العامري العقيلي، هكذا نسبه ابن ماكولا ، وأما يعلى بن الأشدق فقال: حدثني عمي عبد الله بن جراد بن معاوية بن فرح بن خفاجة بن عمرو بن عقيل ، قال البخاري : له صحبة، روى عنه يعلى بن الأشدق ، أحد الضعفاء، وأبو قتادة الشامي [ ص: 514 ] راو وثقه ابن حبان ( أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، هل يزني المؤمن؟ قال: قد يكون من ذلك. قال: يا نبي الله، هل يكذب المؤمن؟ فقال: لا، ثم أتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذه الكلمة: إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون ) .

قال العراقي : رواه ابن عبد البر في التمهيد بسند ضعيف، ورواه ابن أبي الدنيا في الصمت، مقتصرا على الكذب، وجعل السائل أبا الدرداء . اهـ .

قلت: لفظ الصمت: حدثنا إسماعيل بن خالد الضرير ، حدثنا يعلى بن الأشدق ، حدثنا عبد الله بن جراد قال: "قال أبو الدرداء : يا رسول الله، هل يكذب المؤمن؟ قال: لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر من حدث فكذب" .

وروى مالك في الموطأ عن صفوان بن سليم مرسلا ومعضلا، قيل: "يا رسول الله، المؤمن يكون جبانا؟ قال: نعم. قيل: يكون بخيلا؟ قال: نعم. قيل: يكون كذابا؟ قال: لا" .

(وقال أبو سعيد) الخدري رضي الله عنه: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول) من جملة دعائه: (اللهم طهر قلبي من النفاق) ، أي: من إظهار خلاف ما في الباطن، وهذا قاله تعليما لغيره، (وفرجي من الزنا، ولساني من الكذب) قال العراقي : هكذا وقع في نسخ الإحياء عن أبي سعيد ، وإنما هو عن أم معبد ، كذا رواه الخطيب في التاريخ دون قوله: "وفرجي من الزنا" . وزاد: "وعملي من الرياء، وعيني من الخيانة" . وسنده ضعيف. اهـ .

قلت: وكذلك رواه الحكيم الترمذي في النوادر، ولفظهما: "اللهم طهر قلبي من النفاق، وعملي من الرياء، ولساني من الكذب، وعيني من الخيانة؛ فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور" . وأم معبد هي عاتكة بنت خالد الخزاعية الكعبية التي نزل عليها النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة، وإنما قال كذلك مع أن ذاته الشريفة قد جبلت على الطهارة ابتداء، ونزع من قلبه حظ الشيطان، وأعين عليه فأسلم؛ تشريفا، من قبيل قولك: وثيابك فطهر ، وتعليما لأمته .

(وقال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة) من الناس (لا يكلمهم الله) كلام رضا، (ولا ينظر إليهم) نظر رحمة، (ولا يزكيهم) ، أي: لا يطهرهم من دنس قلوبهم، أو لا يثني عليهم، (ولهم) مع ذلك الأمر المهول (عذاب أليم) مؤلم موجع، يعرفون به ما جهلوا من عظمته، واجترحوا من مخالفته، (شيخ زان) ؛ لاستخفافه بحق الحق، وقلة مبالاته ورذالة طبعه، إذ داعيته قد ضعفت، وهمته قد فترت، فزناه عناد ومراغمة، (وملك كذاب) ; لأن الكذب يكون غالبا لجلب نفع، أو دفع ضر، والملك لا يخاف أحدا فيصانعه، فهو منه قبيح؛ لفقد الضرورة، (وعائل) أي: فقير (مستكبر) ; لأن كبره مع فقد سببه فيه من نحو مال وجاه أنه كونه مطبوعا عليه مستحكما فيه، فيستحق أليم العذاب وفظيع العقاب، قال العراقي : رواه مسلم من حديث أبي هريرة . اهـ .

قلت: وكذلك رواه النسائي وابن أبي الدنيا في الصمت، قال: حدثنا سواد بن عبد الله ، حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن عجلان ، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: الشيخ الزاني، والإمام الكذاب، والعائل المزهو" . ورواه أيضا عن محمد بن عمرو الباهلي ، حدثنا أبو زكير يحيى بن محمد بن قيس ; حدثنا ابن عجلان ، (وقال) أبو محمد (عبد الله بن عامر) بن ربيعة بن مالك بن عامر، العنزي، بسكون النون، حليف بني عدي، ثم الخطاب والد عمر، وأبوه من كبار الصحابة. قال الهيثم بن عدي : مات سنة بضع وثمانين، وقال الطبري في الذيل: مات سنة خمس وثمانين، ( جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا صبي صغير، فذهبت لألعب، فقالت أمي: يا عبد الله ، تعال أعطك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما أردت أن تعطيه؟ فقالت: تمرا. فقال: أما إنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة ) قال العراقي : رواه أبو داود ، وفيه من لم يسم. وقال الحاكم : إن عبد الله بن عامر ولد في حياته صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، قلت: له شاهد من حديث أبي هريرة وابن مسعود ، ورجالهما ثقات، إلا أن الزهري لم يسمع من أبي هريرة . اهـ .

قلت: وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق، فقال: حدثنا أبو بدر الغبري ، حدثنا أبو الوليد ، حدثنا الليث بن سعد ، عن محمد بن عجلان ، عن مولى لعبد الله بن عامر بن ربيعة ، عن عبد الله بن عامر قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا.. فساقه كسياق المصنف، ووقع في روايته كأبي داود عن مولى لعبد الله بن عامر ، ولذا قال العراقي : فيه من لم يسم، وقد سماه غيرهما، كما يأتي، وعبد الله بن عامر ذكره الترمذي في الصحابة، وقال أبو حاتم الرازي : رأى النبي صلى الله عليه [ ص: 515 ] وسلم دخل على أمه وهو صغير، وقال أبو زرعة : أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن حبان لما ذكره في الصحابة: أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم في بيتهم وهو غلام . وأشاروا كلهم إلى هذا الحديث، وقد أخرجه الضياء والبخاري في التاريخ، وابن سعد ، والطبراني والذهلي من طريق محمد بن عجلان ، عن زياد مولى عبد الله بن عامر ، عن عبد الله بن عامر قال: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمي وأنا غلام، فأدبرت خارجا، فنادتني أمي: يا عبد الله ، تعال هاك. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ما تعطينه؟ قالت: أعطيه تمرا. قال: أما إنك لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة" . ورواية البخاري مختصرة: "جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا صبي.." ، وذكره العجلي في كبار التابعين، قال الحافظ في الإصابة: جل روايته عن الصحابة، فروى عن أبيه وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف ، وحارثة بن النعمان ، وعائشة ، وجابر ، روى عنه الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وعاصم بن عبيد الله ، ومحمد بن زيد بن المهاجر ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ، وآخرون .




الخدمات العلمية