الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي هذه الآية والتي قبلها من علم البديع التقسيم ، وقد ذكرنا مناسبة هذا التقسيم للتقسيم السابق قبله في قوله : ( فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا ) . قال بعض الناس : في هذه الآيات نوع من البديع ، وهو التقديم والتأخير ، وهو من ضروب البيان في النثر والنظم ، دليل على قوة الملكة في ضروب [ ص: 120 ] من الكلام ، وذلك قوله : ( واذكروا الله في أيام معدودات ) ، متقدم على قوله : ( فمن الناس من يقول ) : لأن قوله : ( واذكروا الله في أيام معدودات ) ، معطوف عليه قوله : ( فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله ) ، وقوله : ( فمن الناس من يقول ) معطوف على قوله : ( ومنهم من يقول ) ، وقوله : ( ومنهم من يقول ) معطوف على قوله : ( ومن الناس من يعجبك ) ، وعلى قوله : ( ومن الناس من يشري ) : فيصير الكلام معطوفا على الذكر : لأنه مناسب لما قبله من المعنى ، ويصير التقسيم معطوفا بعضه على بعض : لأن التقسيم الأول في معنى الثاني ، فيتحد المعنى ويتسق اللفظ ، ثم قال : ومثل هذا ، فذكر قصة البقرة وقتل النفس ، وقصة المتوفى عنها زوجها في الآيتين ، قال : ومثل هذا في القرآن كثير ، يعني : التقديم والتأخير ، ولا يذهب إلى ما ذكره ، ولا تقديم ولا تأخير في القرآن : لأن التقديم والتأخير عندنا من باب الضرورات ، وتنزه كتاب الله تعالى عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية