الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 156 ] قوله ( ولا تحصل بمباشرتها والنظر إلى فرجها والخلوة بها لشهوة نص عليه ) ، في رواية ابن القاسم في المباشرة والنظر ، يعني إذا قلنا : تحصل بالوطء ، لا تحصل الرجعة بذلك ، أما مباشرتها والنظر إلى فرجها : فلا تحصل الرجعة بأحدهما على الصحيح من المذهب جزم به في الوجيز ، وغيره قال الزركشي : عليه الأصحاب ، وقدمه في المحرر ، والنظم ، والرعايتين ، والحاوي الصغير ، والفروع ، وغيرهم ، وخرجه ابن حامد على وجهين من تحريم المصاهرة بذلك ، قال القاضي : تخرج رواية أنها تحصل بناء على تحريم المصاهرة ، وخرجه المجد من نصه على أن الخلوة تحصل بها الرجعة ، قال : فاللمس ونظر الفرج أولى . انتهى . وأما الخلوة : فالصحيح من المذهب أيضا : أن الرجعة لا تحصل بها ، كما قدمه المصنف هنا ، واختاره أبو الخطاب في الهداية ، والمصنف في المغني ، والشارح ، وغيرهم ، وصححه في الرعاية الكبرى ، وجزم به في الوجيز ومنتخب الأدمي ، وقدمه في المحرر ، والنظم ، والفروع ، والحاوي ، وغيرهم ، وقيل : تحصل الرجعة بالخلوة ، وهو رواية نقلها ابن منصور ، وعليه أكثر الأصحاب ، قال في الهداية ، والمستوعب ، وغيرهما : هذا قول أصحابنا ، وجزم به ناظم المفردات ، وهو منها ، وجزم به في المنور ، وأطلق الخلاف في المذهب ، والرعاية الصغرى ، والخلاصة .

تنبيه : ظاهر قول المصنف هنا ، أن قوله " نص عليه " يشمل الخلوة ، [ ص: 157 ] قال الزركشي : وليس كذلك ، فإن النص إنما ورد في المباشرة والنظر فقط . قلت : وحكى في الرعايتين في حصول الرجعة بالخلوة روايتين ، وحكاهما في المذهب ، والخلاصة وجهين .

التالي السابق


الخدمات العلمية