الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( ويشترط له أربعة شروط : أحدها الحلف على ترك الوطء في القبل ) ، بلا نزاع في الجملة ، وتقدم صحة إيلاء الرجعية ، قوله ( فإن ) ( تركه بغير يمين ) ( لم يكن موليا ، لكن إن ) ( تركه ) ( مضرا بها من غير عذر ، فهل تضرب له مدة الإيلاء ويحكم له بحكمه ؟ على روايتين ) ، وأطلقهما في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والمغني ، والشرح ، ومسبوك الذهب . إحداهما : تضرب له مدته ، ويحكم له بحكمه ، وهو الصواب ، [ ص: 170 ] واختاره القاضي في خلافه ، وتبعه جماعة ، ومال إليه المصنف ، والشارح ، قال ابن منجا في شرحه : وهذا أولى قال في البلغة ، والرعايتين ، والحاوي : ضربت له مدة الإيلاء في أصح الروايتين . والرواية الثانية : لا تضرب له مدة الإيلاء ولا يحكم له بحكمه ، صححه في التصحيح ، وهو ظاهر ما جزم به في الوجيز .

فائدة :

وكذا حكم من ظاهر ولم يكفر ، قال في الرعايتين ، والحاوي آخر الباب ونص الإمام أحمد رحمه الله على أنه تضرب له مدة الإيلاء ، ذكره ابن رجب في تزويج أمهات الأولاد .

تنبيه : ظاهر كلامه : أنه لو تركه من غير مضارة : أنه لا يحكم له بحكم الإيلاء من غير خلاف ، وهو صحيح ، وهو المذهب ، وقطع به الأكثر ، وقال ابن عقيل في عمد الأدلة والمفردات : عندي إن قصد الإضرار خرج مخرج الغالب ، وإلا فمتى حصل إضرارها بامتناعه من الوطء ، وإن كان ذاهلا عن قصد الإضرار : تضرب له المدة ، وذكر في آخر كلامه : أنه إن حصل الضرر بترك الوطء لعجزه عنه : كان حكمه كالعنين ، قال ابن رجب في كتاب تزويج أمهات الأولاد يؤخذ من كلامه : أن حصول الضرر بترك الوطء مقتض للفسخ بكل حال ، سواء كان بقصد من الزوج أو بغير قصد ، وسواء كان مع عجزه أو قدرته ، وكذا ذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله في العاجز . وألحقه بمن طرأ عليه جب أو عنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية