الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وإن آلى من واحدة ، وقال للأخرى : شركتك معها : لم يصر موليا من الثانية ) ، [ ص: 181 ] هذا المذهب نص عليه ، وجزم به في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والوجيز ، وغيرهم ، وقدمه في المغني ، والشرح ، والرعاية الكبرى ، ذكره في آخر الباب ، وقال القاضي : يصير موليا منها ، وهو رواية عن الإمام أحمد رحمه الله ، قدمه في المحرر ، والنظم ، والرعايتين ، والحاوي الصغير ، وذكره في باب صريح الطلاق وكنايته ، وعنه : يصير موليا منها إن نواه ، وإلا فلا ، وأطلقهن في الفروع ، ذكره في " باب صريح الطلاق وكنايته " ، وتقدم نظير ذلك في " باب صريح الطلاق وكنايته " ويأتي نظيرتهما في الظهار . فائدة :

قال في الرعاية الكبرى : وإن قال " إن وطئتك فأنت طالق " وقال للأخرى " أشركتك معها " ونوى وقلنا : يكون إيلاء من الأولى صار موليا من الثانية . قوله ( الرابع : أن يكون من زوج يمكنه الجماع ) ، هذا المذهب ، وعليه الأصحاب ، وخرج صاحب المحرر ، ومن تبعه : صحة إيلاء من قال لأجنبية " والله لا وطئت فلانة " أو " لا وطئتها إن تزوجتها " مع لزوم الكفارة له بوطئها ، وخرج أيضا صحة إيلائه بشرط إضافته إلى النكاح كالطلاق في رواية ، على ما تقدم أول الباب .

قوله ( ويلزمه الكفارة بالحنث ، مسلما كان أو كافرا ، حرا أو عبدا ، سليما أو خصيا ، أو مريضا يرجى برؤه ) ، بلا نزاع . قوله ( فأما العاجز عن الوطء بجب أو شلل : فلا يصح إيلاؤه ) [ ص: 182 ] وكذا لو كانت رتقاء ونحوها ، وهذا المذهب ، وقدمه في المغني ، والشرح ، والفروع ، والمحرر ، وغيرهم ، وصححه في البلغة ، وأورده أبو الخطاب مذهبا ، ويحتمل أن يصح ، وهو لأبي الخطاب ، وهو رواية عن الإمام أحمد رحمه الله ، اختاره القاضي وأصحابه ، وقدمه الزركشي ، وفيئته : لو قدرت لجامعتك .

فائدة :

على المذهب : لو حلف ثم جب : ففي بطلانه وجهان ، وأطلقهما في الفروع ، والرعايتين ، والحاوي الصغير ، قلت : الصواب البطلان ، ثم وجدت ابن نصر الله في حواشي الفروع صححه أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية