الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( الرابع : أن لا يكون أبا للمقتول فلا يقتل الوالد ) يعني وإن علا ( بولده وإن سفل والأب والأم في ذلك سواء ) وهذا المذهب وعليه الأصحاب وجزم به في الوجيز وغيره وقدمه في الفروع وغيره وعنه : تقتل الأم حكاها أبو بكر والمصنف وردها القاضي وقال : لا تقتل الأم رواية واحدة وعنه : تقتل الأم والأب وعنه : يقتل أبو الأم بولد بنته وعكسه وحكاهما الزركشي وجهين وقال في الروضة : لا تقتل أم والأصح : وجدة وقال في الانتصار : لا يجوز للابن قتل أبيه بردة وكفر بدار الحرب ولا رجمه بزنا ولو قضي عليه برجم وعنه : لا قود بقتل مطلقا في دار الحرب فتجب دية إلا لغير مهاجر

تنبيهان

أحدهما : عموم كلامه : أنه لا تأثير لاختلاف الدين والحرية كاتفاقهما وهو صحيح وقاله الأصحاب فلو قتل الكافر ولده المسلم أو قتل المسلم أباه الكافر أو قتل العبد ولده الحر أو قتل الحر والده العبد : لم يجب القصاص لشرف الأبوة فيما إذا قتل ولده وانتفاء المكافأة فيما إذا قتل والده [ ص: 474 ]

الثاني : مراده بقوله " فلا يقتل الوالد بولده " غير ولده من الزنا فإنه يقتل به على الصحيح من المذهب قدمه في الفروع وقيل : لا يقتل به وهو ظاهر كلام المصنف وكثير من الأصحاب .

فائدة :

يقتل الوالد بقتله ولده من الرضاع قاله في الفروع

التالي السابق


الخدمات العلمية