الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ويقولون على الله الكذب ) أي : القول الكذب يفترونه على الله بادعائهم أن ذلك في كتابهم . قال السدي ، وابن جريج ، وغيرهما : ادعت طائفة من أهل الكتاب أن في التوراة إحلالا لهم أموال الأميين كذبا منها وهي عالمة بكذبها ، فيكون الكذب المقول هنا هو هذا الكذب المخصوص في هذا الفصل . والظاهر أنه أعم من هذا ، فيندرج هذا فيه ، أي : هم يكذبون على الله في غير ما شيء ، وهم علماء بموضع الصدق . وجوزوا أن يكون : علينا ، خبر : ليس ، وأن يكون الخبر : في الأميين ، وذهب قوم إلى عمل : ليس ، في الجار ، فيجوز على هذا أن يتعلق بها .

قيل : ويجوز أن يرتفع : " سبيل " ، بـ " علينا " ، وفي : ليس ، ضمير الأمر ، ويتعلق : على الله ، بـ " يقولون " بمعنى : يفترون . قيل : ويجوز أن يكون حالا من الكذب مقدما عليه ، ولا يتعلق بالكذب . قيل : لأن الصلة لا تتقدم على الموصول .

( وهم يعلمون ) جملة حالية تنعي عليهم قبيح ما يرتكبون من الكذب ، أي : إن العلم بالشيء يبعد ويقبح أن يكذب فيه ، فكذبهم ليس عن غفلة ولا جهل ، إنما هو عن علم .

التالي السابق


الخدمات العلمية