الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( بلى ) جواب لقولهم : ( ليس علينا في الأميين سبيل ) وهذا مناقض لدعواهم ، والمعنى : بلى عليهم في الأميين سبيل ، وقد تقدم القول في : بلى ، في قوله ( بلى من كسب سيئة ) فأغنى عن إعادته هنا .

( من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين ) أخبر تعالى بأن من أوفى بالعهد ، واتقى الله في نقضه فهو محبوب عند الله . وقال ابن عباس : اتقى هنا معناه اتقى الشرك ، وهذه الجملة مقررة للجملة المحذوفة بعد بلى ، ومن : يحتمل أن تكون موصولة ، والأظهر أنها شرطية ، وأوفى : لغة الحجاز ، و " وفى " خفيفة : لغة نجد . و " وفى " مشددة : لغة أيضا . وتقدم ذكر هذه اللغات . والظاهر في : " بعهده " ، أن الضمير عائد على : من . وقيل : يعود على الله تعالى ، ويدخل في الوفاء بالعهد ، العهد الأعظم من ما أخذ عليهم في كتابهم من الإيمان برسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواء أضيف العهد إلى : من ، أو : إلى الله ، والشرائط للجملة الخبرية ، أو الجزائية بمن هو العموم الذي في المتقين ، أو ما قبله ، فرد من أفراده ، ويحتمل أن يكون الخبر محذوفا لدلالة المعنى عليه ، التقدير : يحبه الله ، ثم قال ( فإن الله يحب المتقين ) وأتى بلفظ : المتقين ، عاما تشريفا للتقوى وحضا عليها .

التالي السابق


الخدمات العلمية