الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : والقسم السابع من أسمائه ما كان إطلاقه في الظاهر مشتركا بين الله تعالى وبين خلقه على سواء كالرحيم ، والعظيم ، والعزيز ، والقادر ، والناصر ، والملك ، فيرجع فيها إلى إرادة الحالف بها ، فإن أراد بها أسماء الله تعالى كان حالفا بها ، وإن أراد بها أسماء المخلوقين لم يكن حالفا بها ، وإن لم تكن له إرادة ، ففيها وجهان :

                                                                                                                                            أحدهما : يكون حالفا بها تغليبا لأسماء الله تعالى ؛ لأن المقصود به الأيمان في الغالب .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : أنه لا يكون حالفا : لأنها مع تساوي الاحتمال فيه تصير كناية لا يتعلق بها مع فقد الإرادة حكم ، فلو كثر استعمالها في أسماء الله ، وقلت في المخلوقين صار حالفا بها في الظاهر دون الباطن كالقسم الخامس ، ولو كثر استعمالها في المخلوقين ، وقل استعمالها في الله تعالى لم يكن حالفا بها في الظاهر ، وإن جاز أن يكون حالفا بها في الباطن كالقسم السادس .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية