الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : والقسم الرابع من أسمائه تعالى : ما كان إطلاقه مختصا بالله تعالى في الظاهر ، واختلف في جواز العدول به عن الباطن على وجهين ، وهو ثلاثة أسماء :

                                                                                                                                            القدوس ، والخالق ، والبارئ .

                                                                                                                                            فأما القدوس : فهو اسم من أسماء الله تعالى مختص به في العرف ، واختلف في معناه على أربعة أوجه :

                                                                                                                                            أحدها : أنه المبارك ، قاله قتادة .

                                                                                                                                            والثاني : أنه الطاهر ، قاله وهب بن منبه .

                                                                                                                                            والثالث : أنه المنزه من القبائح .

                                                                                                                                            والرابع : أنه اسم مشتق من تقديس الملائكة ، فإذا حلف بالقدوس كان كالحالف بالله تعالى في الظاهر ، فإن عدل به عن الباطن إلى غيره ، ففيه وجهان :

                                                                                                                                            أحدهما : يجوز ، ولا يصير به حالفا في الظاهر والباطن ، إذا قيل : إن معناه المبارك أو الطاهر .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : لا يجوز ، ويكون حالفا ، ويكون ظاهرا في الظاهر والباطن إذا قيل : إنه مشتق من تقديس الملائكة ، وإنه المنزه من جميع القبائح .

                                                                                                                                            وأما الخالق : فمن أسمائه ، وفي معناه وجهان :

                                                                                                                                            أحدهما : أنه المحدث للأشياء على إرادته .

                                                                                                                                            والثاني : أنه المقدر لها بحكمته ، فإذا حلف بالخالق كان حالفا في الظاهر ، فإن عدل به في الباطن إلى غيره من المخلوقين ، ففيه وجهان :

                                                                                                                                            [ ص: 259 ] أحدهما : يجوز ، ولا يصير به حالفا في الباطن ، إذا قيل : إن معناه المقدر للأشياء بحكمته .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : لا يجوز ، ويصير به حالفا إذا قيل : إن معناه المحدث للأشياء على إرادته .

                                                                                                                                            وأما البارئ : فمن أسمائه تعالى ، وفي معناه وجهان :

                                                                                                                                            أحدهما : أنه المنشئ للخلق .

                                                                                                                                            والثاني : أنه المميز للخلق ، فإذا حلف بالبارئ كان حالفا في الظاهر ، فإن عدل به في الباطن إلى غيره ، فعلى الوجهين :

                                                                                                                                            أحدهما : يجوز ، ولا يصير به حالفا إذا قيل : إن معناه المميز للخلق .

                                                                                                                                            والثاني : لا يجوز ، ويصير به حالفا ، إذ قيل : إن معناه المنشئ للخلق .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية