الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : والقسم الثاني من أسمائه ما اختص باسم المعبود دون العبد ، وهو الإله ، أجمعوا على أنه اسم اشتقاق ، واختلفوا فيما اشتق منه على وجهين :

                                                                                                                                            أحدهما : أنه مشتق من الوله ؛ لأن العباد يألهون إليه أي : يدعون إليه في أمورهم .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : أنه مشتق من الألوهية وهي العبادة من قوله : فلان يتأله أي : يتعبد .

                                                                                                                                            واختلف على هذين الوجهين هل اشتق اسم الإله من فعل الوله والعبادة أو من استحقاقها على وجهين :

                                                                                                                                            أحدهما : أنه اشتق من فعلها ، فعلى هذا يكون مشتقا من صفات أفعاله .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : أنه مشتق من استحقاقها ، فعلى هذا يكون مشتقا من صفات ذاته . [ ص: 257 ] وعلى كلا الوجهين يكون الحالف بالإله منعقد اليمين في الظاهر والباطن إن كان من أهل الملل ؛ لأن جميع أهل الملل ليس لهم إله غير الله ، وإن كان من غير أهل الملل من عبدة الأصنام ، انعقد به اليمين في الظاهر ، وكان في الباطن موقوفا على إرادته ؛ لأنهم يجعلون هذا الاسم مشتركا بين الله تعالى وبين أصنامهم التي يعبدونها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية