الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
معنى العزى

وأما «العزى»، فقال ابن جرير: كانت شجرة، عليها بناء وأستار، بنخلة، بين مكة والطائف، كانت قريش يعظمونها، كما قال أبو سفيان يوم أحد: لنا العزى ولا عزى لكم.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم».


وروى النسائي وابن مردويه عن أبي الطفيل، قال: لما فتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة، بعث خالد بن الوليد إلى نخلة، وكانت بها «العزى»، وكانت على ثلاث سمرات، فقطع السمرات، وهدم البيت الذي كان عليها. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: «ارجع فإنك لم تصنع شيئا»، فرجع خالد.

فلما أبصرته السدنة، أمعنوا في الجبل، وهم يقولون: يا عزى يا عزى! فأتاها خالد، فإذا امرأة عريانة، ناشرة شعرها، تحث التراب على رأسها، فعممها بالسيف حتى قتلها.

ثم رجع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال: "تلك العزى».


[ ص: 233 ] قال أبو صالح: كانوا يعلقون عليها السيور والعهن. رواه عبد بن حميد، وابن جرير.

قلت: وكل هذا بل ما هو أعظم منه يقع في هذه الأزمنة عند ضرائح الأموات وأشجار المشاهد. فما أشبه الليلة بالبارحة!!

التالي السابق


الخدمات العلمية