الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مراتب الفاحشة

مراتب الفاحشة متفاوتة بحسب مفاسدها، وقد يقترن بالأيسر إثم ما، يجعله أعظم إثما مما هو فوقه؛ كالعشق الذي يوجب اشتغال القلب بالمعشوق، وتأليهه وتعظيمه، وتقديم طاعته على طاعة الله ورسوله بالنسبة إلى فعل الفاحشة؛ فإن المحبوبات لغير الله قد أثبت الشارع فيها اسم التعبد.

يقول في الحديث الصحيح: «تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، إن أعطي رضي، وإن منع سخط» رواه البخاري.

[ ص: 389 ] فسمى هؤلاء عبيدا لهذه الأشياء التي إن أعطوها رضوا، وإن منعوها سخطوا.

وإذا شغف الإنسان لمحبة صورة لغير الله، بحيث يرضيه وصوله إليها، وظفره بها، ويسخطه فوات ذلك، كان فيه من التعبد لها بقدر ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية