الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
للمعوذتين أثر عظيم في إزالة السحر.

وللمعوذتين أثر عظيم في إزالة السحر، فمن داوم على قراءتهما في الأيام والليالي، لا يضره السحر بإذن الله تعالى، وإذا قرأهما المسحور، زال أثره إن شاء الله تعالى.

وفي حديث عائشة، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى، يقرأ على نفسه بالمعوذتين، وينفث. الحديث أخرجه مالك في «الموطإ»، وهو في «الصحيحين» من طريقه.

وأخرج الترمذي وحسنه، وابن مردويه، والبيهقي عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان، ومن عين الإنس، فلما نزلت سورتا المعوذتين، أخذ بهما، وترك ما سوى ذلك».

قال في «فتح البيان» في تفسير قوله تعالى: ومن شر النفاثات في العقد : النفاثات: هن السواحر؛ أي: وأعوذ برب الفلق من شر النفوس النفاثات، أو النساء النفاثات، والنفث: النفخ كما يفعل ذلك من يرقي ويسحر، قيل: مع ريق، وقيل: بدون ريق.

وهو دليل على بطلان قول المعتزلة في إنكار تحقق السحر وظهور أثره، «العقد»: جمع عقدة، وذلك أنهن كن ينفثن في عقود الخيوط حين يسحرن بها.

[ ص: 305 ] قال أبو عبيدة: «النفاثات»: هن بنات لبيد بن الأعصم اليهودي، سحرن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن عباس: «النفاثات»: الساحرات، وعنه، قال: هو ما خالط السحر من الرقى .

وأخرج النسائي وابن مردويه عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من عقد عقدة، ثم نفث فيها، فقد سحر، ومن سحر، فقد أشرك، ومن تعلق شيئا، وكل إليه».

وعنه، قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، فقال: «ألا أرقيك برقية رقاني بها جبريل؟»، فقلت: بلى بأبي أنت وأمي، فقال: «باسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل داء فيك، من شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد»، فرقى بها ثلاث مرات. أخرجه ابن ماجه، وابن سعد، والحاكم، وغيرهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية