الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : " ولو هنئ به فرد خيرا ولم يقر به لم يكن هذا إقرارا ؛ لأنه يكافئ الدعاء بالدعاء " . قال الماوردي : وهذا صحيح ، والتهنئة به أن يقال له : جعله الله لك خلفا صالحا وأراك فيه السرور ، فإذا أجاب عن هذه التهنئة لم يخل جوابه من ثلاثة أقسام : أحدها : أن يدل على إقراره ، كقوله : أجاب الله دعاءك ورزقك الله مثله ، أو يقتصر على قول : آمين ، فيكون بهذا الجواب وأمثاله مقرا به لما تضمنه من الرضا والاعتراف . والقسم الثاني : أن يدل على إنكاره كقوله : أعوذ بالله ، أو يكفي الله ، فيكون بهذا الجواب وأمثاله منكرا له . والقسم الثالث : أن يكون دعاء لا يتضمن اعترافا ولا إنكارا ، كقوله : أحسن الله جزاك وبارك الله فيك ، فمذهب الشافعي : لا يكون ذلك إقرارا وله نفيه . وقال أبو حنيفة : الإجابة بالدعاء رضا ، والرضا إقرار بمنعه من النفي ، وهذا ليس بصحيح ، لأن مقابلة الدعاء بالدعاء مندوب إليه في التحية . قال سبحانه : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) [ النساء : 86 ] . فصار ظاهر جواب التحية دون الرضا والاعتراف ، فوجب حمله على ظاهره والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية