الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( بول ) الباء والواو واللام أصلان : أحدهما ماء يتحلب والثاني الروع .

                                                          فالأول البول ، وهو معروف وفلان حسن البيلة ، وهي الفعلة من البول . وأخذه بوال إذا كان يكثر البول . وربما عبروا عن النسل بالبول . قال الفرزدق :




                                                          أبي هو ذو البول الكثير مجاشع بكل بلاد لا يبول بها فحل

                                                          قال الأصمعي : يقال لنطف البغال أبوال البغال ، ومنه قيل للسراب " أبوال البغال " على التشبيه . وإنما شبه بأبوال البغال لأن بول البغال كاذب لا يلقح ، والسراب كذلك . قال ابن مقبل :


                                                          بسرو حمير أبوال البغال به     أنى تسديت وهنا ذلك البينا

                                                          قال ابن الأعرابي : شحمة بوالة ، إذا أسرع ذوبها . [ قال ] :


                                                          إذ قالت النثول للجمول     يا ابنة شحم في المريء بولي

                                                          الجمول : شحمة تطبخ . والنثول : المرأة التي تخرجها من القدر . ويقال زق بوال إذا كان يتفجر بالشراب ، وهو في شعر عدي .

                                                          وأما الأصل الثاني فالبال : بال النفس . ويقال ما خطر ببالي ، أي ما ألقي في روعي . فإن قال قائل : فإن الخليل ذكر أن بال النفس هو الاكتراث ، ومنه [ ص: 322 ] اشتق ما باليت ، ولم يخطر ببالي . قيل له : هو المعنى الذي ذكرناه ، ومعنى الاكتراث أن يكرثه ما وقع في نفسه ، فهو راجع إلى ما قلناه . والمصدر البالة والمبالاة . ومنه قول ابن عباس وسئل عن الوضوء باللبن : " ما أباليه بالة ، اسمح يسمح لك " . ويقولون : لم أبال ولم أبل ، على القصر .

                                                          ومما حمل على هذا : البال ، وهو رخاء العيش ; يقال إنه لراخي البال ، وناعم البال .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية