الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جعم ) الجيم والعين والميم أصلان : الكبر والحرص على الأكل . فالأول قول الخليل : الجعماء من النساء : التي أنكر عقلها هرما ، ولا يقال رجل أجعم . ويقال للناقة المسنة الجعماء .

                                                          والثاني قول الخليل وغيره : جعمت الإبل ، إذا لم تجد حمضا ولا عضاها فقضمت العظام ، وذلك من حرصها على ما تأكله .

                                                          قال الخليل : جعم يجعم جعما ، إذا قرم إلى اللحم . وهو في ذلك كله أكول . ورجل جعم وامرأة جعمة ، وبها جعم أي غلظ كلام في سعة حلق . وقال العجاج :


                                                          إذ جعم الذهلان كل مجعم

                                                          أي جعموا إلى الشر كما يقرم إلى اللحم . هذا ما ذكره الخليل . فأما أبو بكر فإنه ذكر ما أرجو أن يكون صحيحا ، وأراه قد أملاه كما ذكره حفظا ، فقال : جعم يجعم جعما ، إذا لم يشته الطعام . قال : وأحسبه من الأضداد : لأنهم ربما سموا الرجل النهم جعما . قال : ويقال جعم فهو مجعوم إذا لم يشته أيضا . هذا قول [ ص: 462 ] أبي بكر ، واللغات لا تجيء بأحسب وأظن . فأما قوله جعمت البعير مثل كعمته . فلعله قياس في باب الإبدال استحسنه فجعله لغة . والله أعلم بصحته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية