الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( جلب ) الجيم واللام والباء [ أصلان ] : أحدهما الإتيان بالشيء من موضع إلى موضع ، والآخر شيء يغشي شيئا .

                                                          فالأول قولهم جلبت الشيء جلبا . قال :


                                                          أتيح له من أرضه وسمائه وقد تجلب الشيء البعيد الجوالب

                                                          والجلب الذي نهي عنه في الحديث : أن يقعد الساعي عن إتيان أرباب الأموال في مياههم لأخذ الصدقات ، لكن يأمرهم بجلب نعمهم ، فيأخذ الصدقات حينئذ . ويقال بل ذلك في المسابقة ، أن يهيئ الرجل رجلا يجلب على فرسه عند الجري فيكون أسرع لمن يجلب عليه .

                                                          والأصل الثاني : الجلبة ، جلدة تجعل على القتب . والجلبة القشرة على الجرح إذا برأ . يقال جلب الجرح وأجلب . وجلب الرحل عيدانه ; فكأنه سمي بذلك على القرب . والجلب : سحاب يعترض رقيق ، وليس فيه ماء .

                                                          قال أبو عمرو : الجلبة السحاب الذي كأنه جبل ، وكذلك الجلب . وأنشد :

                                                          [ ص: 470 ]

                                                          ولست بجلب جلب ريح وقرة     ولا بصفا صلد عن الخير معزل

                                                          ومن هذا اشتقاق الجلباب ، وهو القميص ، والجمع جلابيب . وأنشد :


                                                          تمشي النسور إليه وهي لاهية     مشي العذارى عليهن الجلاليب

                                                          يقول : النسور في خلاء ليس فيه شيء يذعرها ، فهي آمنة لا تعجل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية