الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( أرض ) الهمزة والراء والضاد ثلاثة أصول ، أصل يتفرع وتكثر مسائله ، وأصلان لا ينقاسان بل كل واحد موضوع حيث وضعته [ ص: 80 ] العرب . فأما هذان الأصلان فالأرض الزكمة ، رجل مأروض ، أي : مزكوم . وهو أحدهما ، وفيه يقول الهذلي :


                                                          جهلت سعوطك حتى تخا ل أن قد أرضت ولم تؤرض

                                                          والآخر الرعدة ، يقال : بفلان أرض ، أي : رعدة ، قال ذو الرمة :


                                                          إذا توجس ركزا من سنابكها     أو كان صاحب أرض أو به موم

                                                          وأما الأصل الأول فكل شيء يسفل ويقابل السماء ، يقال لأعلى الفرس سماء ، ولقوائمه أرض . قال :


                                                          وأحمر كالديباج أما سماؤه     فريا وأما أرضه فمحول

                                                          سماؤه : أعاليه ، وأرضه : قوائمه . والأرض : التي نحن عليها ، وتجمع أرضين ، ولم تجئ في كتاب الله مجموعة . فهذا هو الأصل ثم يتفرع منه قولهم أرض أريضة ، وذلك إذا كانت لينة طيبة . قال امرؤ القيس :


                                                          بلاد عريضة وأرض أريضة     مدافع غيث في فضاء عريض

                                                          ومنه رجل أريض للخير ، أي : خليق له ، شبه بالأرض الأريضة . ومنه تأرض النبت : إذا أمكن أن يجز ، وجدي أريض : إذا أمكنه أن [ ص: 81 ] يتأرض النبت . والإراض : بساط ضخم من وبر أو صوف . ويقال : فلان ابن أرض ، أي : غريب . قال :


                                                          أتانا ابن أرض يبتغي الزاد بعدما

                                                          ويقال : تأرض فلان : إذا لزم الأرض . قال رجل من بني سعد :


                                                          وصاحب نبهته لينهضا     فقام ما التاث ولا تأرضا



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية