الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8453 - من أصبح وهمه غير الله فليس من الله، ومن أصبح لا يهتم بالمسلمين فليس منهم (ك) عن ابن مسعود - (صح)

التالي السابق


(من أصبح وهمه) وفي رواية لابن النجار في تاريخه: من أصبح وأكثر همه، وهي تبين المراد هنا (غير الله فليس من الله) أي لا حظ له في قربه ومحبته ورضاه، وزاد في رواية: في شيء، فأفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات، فمن كان همه غير الله كان مطلبه وبالا عليه، واستيحاشك لفقد ما سواه دليل على عدم وصلتك به (ومن أصبح لا يهتم بالمسلمين) أي بأحوالهم (فليس منهم) أي ليس من العاملين على منهاجهم، وهذا رجل قد زاغ قلبه عن الله فضل في مفاوز الحيرة والفرح بأحوال النفس وبروحها وغياضها، وذلك يميت القلب، ويعمي عن الرب، وينسي الحياء منه، ويذهب لذة مراقبته، ويلهي عن السرور بالقرب منه، ومن أصبح مهتما بالله وبأمر خلقه لأجله وجد قوة تبعثه على كل صعب فيهون، وبشرى تغنيه عن كل شيء دونه، وبشرى يفرق فيها جميع آمال قلبه، فتدق الدنيا والآخرة في جنب ذلك الفرح

[فائدة] أخرج الحافظ ابن العطار بسنده عن العارف الأندلسي: كنت ليلة عند العارف ابن طريف فقدم لنا ثريدا بحمص، فهممنا بالأكل فاعتزل، فأمسكنا عن الأكل فقال: بلغني الآن أن حصن فلان أخذه العدو وأسر من فيه، فلما كان بعد وقت قال: كلوا قد فرج الله عليهم، فجاء الخبر بعد ذلك بذلك، وقد عد من مقامات الأولياء مشاركة أحدهم لمن بلغه أنه في ضيق أو بلاء أو محنة، حتى أنه يشارك المرأة في ألم الطلق، والمعاقب في ألم الضرب المقارع، ويقال إن الفضيل بن عياض كان على هذا، وصاحب هذا المقام لا تطلع الشمس ولا تغرب إلا وبدنه ذائب كأنه شرب سما

(ك) في الرقاق (عن ابن مسعود ) سكت عليه المصنف فأوهم أنه صالح، وهو غفول عن تشنيع الذهبي على الحاكم بأن إسحاق بن بشر أحد رجاله عدم وقال: وأحسب أن الخبر موضوع، وأورده في الميزان في ترجمة إسحاق هذا من حديثه وقال: كذبه ابن المديني والدارقطني ومن ثم حكم ابن الجوزي عليه بالوضع .



الخدمات العلمية