الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8895 - من قال "لا إله إلا الله" نفعته يوما من دهره، يصيبه قبل ذلك ما أصابه- البزار (هب) عن أبي هريرة - (ح)

التالي السابق


(من قال لا إله إلا الله) أي مخلصا (نفعته) وفي رواية أبي نعيم: أنجته (يوما من دهره) إن قرنها بـ "محمد رسول الله" صلى الله عليه وآله وسلم، قال الغزالي: ذكر في بعض الروايات الصدق والإخلاص فقال مرة: من قال لا إله إلا الله مخلصا، ومعنى الإخلاص: مساعدة الحال للمقال (يصيبه) وفي رواية أبي نعيم أصابه (قبل ذلك ما أصابه) لأنه إذا أخلص [ ص: 189 ] عند قول تلك الكلمة أفاض الله على قلبه نورا أحياه به، فبذلك النور طهر جسده فنفعته عند فصل القضاء، وأهلته لجوار الجبار في دار القرار، لكن ليس الغرض أنه يلفظ بهذا الكلام فحسب، بل أنه عقد ضميره على التوحيد، وجعل دين الإسلام مذهبه ومعتمده كما تقول: قول الشافعي تريد مذهبه، أشار إلى ذلك الزمخشري

[فائدة] قال ابن عربي: أوصيك أن تحافظ على أن تشتري نفسك من الله بعتق رقبتك من النار، بأن تقول لا إله إلا الله سبعين ألف مرة، فإن الله يعتق رقبتك أو رقبة من تقولها عنه بها، ورد به خبر نبوي، وأخبرني أبو العباس القسطلاني بمصر أن العارف أبا الربيع المالقي كان على مائدة وقد ذكر هذا الذكر عليها صبي صغير من أهل الكشف، فلما مد يده للطعام بكى فقيل: ما شأنك؟ قال: هذه جهنم أراها وأمي فيها، فقال المالقي في نفسه: اللهم إني قد جعلت هذه التهليلة عتق أمه من النار، فضحك الصبي وقال: الحمد لله الذي خرج أمي منها وما أدري سبب خروجها، قال المالقي: فظهر لي صحة الحديث، قال ابن عربي: وقد عملت أنا على ذلك ورأيت بركته

( البزار ) في مسنده (هب) كلاهما (عن أبي هريرة ) ورواه عنه أيضا الطبراني في معاجيمه باللفظ المزبور، ولكنه قال بدل "يصيبه إلخ": بعد ما يصيبه العذاب، قال الطبراني : لم يروه عن موسى الصغير إلا حفص ، تفرد به الحسين بن علي .



الخدمات العلمية