الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9075 - من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه في سنته كلها (طس هب) عن أبي سعيد - (صح)

التالي السابق


(من وسع على عياله) وهم في نفقته (في يوم عاشوراء) عاشر المحرم، وفي رواية بإسقاط "في" (وسع الله عليه في سنته كلها) دعاء أو خبر، وذلك لأن الله سبحانه أغرق الدنيا بالطوفان فلم يبق إلا سفينة نوح بمن فيها، فرد عليهم دنياهم يوم عاشوراء، وأمروا بالهبوط للتأهب للعيال في أمر معاشهم بسلام وبركات عليهم وعلى من في أصلابهم من الموحدين، [ ص: 236 ] فكان ذلك يوم التوسعة والزيادة في وظائف المعاش، فيسن زيادة ذلك في كل عام، ذكره الحكيم، وذلك مجرب للبركة والتوسعة، قال جابر الصحابي: جربناه فوجدناه صحيحا، وقال ابن عيينة : جربناه خمسين أو ستين سنة، وقال ابن حبيب أحد أئمة المالكية:


لا تنس إن ينسك الرحمن عاشورا. . . واذكره لا زلت في الأخبار مذكورا

قال الرسول صلاة الله تشمله.
. . قولا وجدنا عليه الحق والنورا

من بات في ليل عاشوراء ذا سعة.
. . يكن بعيشته في الحول مجبورا

فارغب -فديتك- فيما فيه رغبنا.
. . خير الورى كلهم حيا ومقبورا



قال المؤلف: فهذا من هذا الإمام الجليل يدل على أن للحديث أصلا

(طس) عن عبد الوارث بن إبراهيم عن علي بن أبي طالب ، البزار عن هيصم بن شداخ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود ، قال العقيلي : الهيصم مجهول والحديث غير محفوظ (هب) من هذا الوجه (عن أبي سعيد) الخدري، ثم قال: تفرد به هيصم عن الأعمش ، وقال ابن حجر في أماليه: اتفقوا على ضعف الهيصم وعلى تفرده به، وقال البيهقي في موضع: أسانيده كلها ضعيفة، وقال ابن رجب في اللطائف: لا يصح إسناده، وقد روي من وجوه أخر لا يصح شيء منها، ورواه ابن عدي عن أبي هريرة ، قال الزين العراقي في أماليه: وفي إسناده لين، فيه حجاج بن نصير ومحمد بن ذكوان وسليمان بن أبي عبد الله مضعفون، لكن ابن حبان ذكرهم في الثقات، فالحديث حسن على رأيه، وله طريق آخر صححه ابن ناصر وفيه زيادة منكرة اهـ. وتعقب ابن حجر حكم ابن الجوزي بوضعه، وقال المجد اللغوي: ما يروى في فضل صوم يوم عاشوراء والصلاة فيه والإنفاق والخضاب والادهان والاكتحال بدعة ابتدعها قتلة الحسين رضي الله عنه، وفي القنية للحنفية: الاكتحال يوم عاشوراء لما صار علامة لبغض أهل البيت وجب تركه.



الخدمات العلمية