الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8632 - من حدث بحديث فعطس عنده فهو حق (الحكيم) عن أبي هريرة - (ح)

[ ص: 117 ]

التالي السابق


[ ص: 117 ] (من حدث بحديث) وفي رواية: حديثا (فعطس عنده فهو حق) لأن للروح كشف غطاء عن الملكوت وذكر هنالك، فإذا تحرك لذلك تنفس وهو عطاسه، فإذا كان في ذلك الوقت كان وقت تحقق الحديث

( الحكيم) الترمذي من طريق معاوية بن يحيى عن أبي الزناد عن الأعرج (عن أبي هريرة ) قال المصنف في الدرر تبعا للزركشي: وحسنه النووي في فتاويه، وأخطأ من قال إنه باطل، وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجا لأشهر من الحكيم وهو عجب، فقد خرجه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى باللفظ المذكور كلهم من الطريق المذكور، وقال -أعني الطبراني -: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وكذا أبو يعلى والديلمي ، قال الهيثمي: وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف اهـ. وعزاه النووي في الأذكار لأبي يعلى ثم قال: كل إسناده ثقات متقنون إلا بقية بن الوليد فمختلف فيه، قال: وأكثر الحفاظ والأئمة يحتجون بروايته عن الشاميين، وقد رواه معاوية الشامي، وممن خرجه البيهقي في الشعب وقال: إنه منكر اهـ. وبالجملة هو حديث ضعيف لا موضوع كما قال ابن الجوزي ، ويكفي في رده قول النووي في فتاويه: له أصل أصيل اهـ، وقول بعضهم: حديث باطل وإن كان إسناده كالشمس؛ إذ كيف يجوز أن يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد بصدق كل محدث عطس عنده، وكم أرى في الناس من كذاب ومحدث بباطل قارن حديثه العطاس، رده الزركشي وغيره بأن إسناده إذا صح ولم يكن في العقل ما يأباه وجب تلقيه بالقبول، وقد صح في الحديث: العطاس من الله، وكان هذا الأمر المضاف إلى الله حقا، ولا يضاف إليه إلا حق.



الخدمات العلمية