الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9877 - لا حمى إلا لله ولرسوله (حم خ د) عن الصعب بن جثامة- (صح)

[ ص: 425 ]

التالي السابق


[ ص: 425 ] (لا حمى) أي ليس لأحد منع الرعي في أرض مباحة والاختصاص به كما كانت الجاهلية تفعله. قال الشافعي : كان الشريف منهم إذا نزل بعشيرته بلدا استعوى كلبا، فحمى لخاصته مدى عواه فلم يرعه معه أحد، فنهى الشارع عن ذلك لما فيه من التضييق على الناس، وتقديم القوي على الضعيف (إلا لله ورسوله) أي: إلا ما يحمى لخيل المسلمين وركابهم المرصدة للجهاد والحمل، وتفصيل المذهب أن للنبي صلى الله عليه وسلم الحمى لنفسه ولغيره ولأئمة المسلمين لا لهم، كما حمى عمر البقيع لنعم الصدقة وخيل الغزاة، وأما الآحاد فلا لهم ولا لغيرهم، هذا هو المصحح عند الشافعية، وعليه أبو حنيفة ومالك ، وتمسك البعض بظاهر الخبر فمنعه لغير النبي صلى الله عليه وسلم مطلقا، وأجيب بأن المعنى: إلا على مثل ما حمى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من مصالح المسلمين

(حم خ) في الجهاد والشرب (د) في الخراج، وكذا النسائي في الحمى والشرب خلافا لما يوهمه كلام المصنف، كلهم (عن الصعب) ضد السهل (ابن جثامة) بفتح الجيم وبالمثلثة المشددة، واسمه مزيد بن قيس الكناني الليثي.



الخدمات العلمية