الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8740 - من ستر على مؤمن عورة فكأنما أحيا ميتا (طب والضياء ) عن شهاب- (صح)

التالي السابق


(من ستر) أي غطى (على مؤمن عورة) في بدنه أو عرضه أو ماله حسية أو معنوية ولو بنحو إعانته على ستر دينه [ ص: 149 ] (فكأنما أحيا ميتا) قيل: ولعل وجهه أن مكشوف العورة يشبه الميت في كشف العورة وعدم الحركة، فكما أن الميت يسر أهله بعود الحياة إليه فكذا من كانت عورته مكشوفة فسترت، ففيه تشبيه بديع واستعارة تبعية اهـ. ولا يخفى تكلفه، ثم هذا فيمن لم يعرف بأذى الناس ولم يتجاهر بالفساد، وإلا ندب رفعه للحاكم ما لم يخف فتنة، لأن الستر يقويه على فعله، وكذا يقال في الخبر الآتي، وإلى ذلك أشار حجة الإسلام حيث قال: إنما يرجوه عبد مؤمن يستر على الناس عوراتهم، واحتمل في حق نفسه تقصيرهم، ولم يحرك لسانه بذكر مساوئهم، ولم يذكرهم في غيبتهم بما يكرهونه لو سمعوه، فهذا أجدر بأن يجازى بمثله في القيامة، ومحله أيضا في ذنب مضى وانقضى، أما المتلبس به فتجب المبادرة بمنعه منه بنفسه أو بغيره كالحاكم، حيث لم يخف مفسدة به أو بغيره من كل معصوم، وليس في الحديث ما يقتضي ترك الإنكار عليه فيما بينه وبينه أيضا

[تنبيه] إظهار السر كإظهار العورة، فكما يحرم كشفها يحرم إفشاؤها، وكتمان الأسرار قد تطابق على الأمر به الملل، وقد قالوا: صدور الأحرار قبور الأسرار. وقيل: قلب الأحمق في فيه ولسان العاقل في قلبه. وقيل لبعضهم: كيف أنت في كتم السر؟ قال: أستره وأستر أني أستره

(طب والضياء) المقدسي (عن شهاب) ورواه الطبراني في الأوسط عن مسلمة بن مخلد، قال رجاء بن حيوة : سمعت مسلمة بن مخلد يقول: بينا أنا على مصر فأتى البواب فقال: إن أعرابيا بالباب يستأذن، فقلت: من أنت؟ قال: جابر بن عبد الله ، فأشرفت عليه فقلت: أنزل إليك أو تصعد؟ قال: لا تنزل ولا أصعد، حديث بلغني أنك ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ستر المؤمن جئت أسمعه، قلت: سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يقول... فذكره، لكنه قال: فكأنما أحيا موءودة، فضرب بعيره راجعا.



الخدمات العلمية