الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9003 - من لبس ثوب شهرة أعرض الله عنه حتى يضعه متى وضعه (هـ) والضياء عن أبي ذر - (ح)

التالي السابق


(من لبس ثوب الشهرة) أي ثوب تكبر وتفاخر، والشهرة هي التفاخر في اللباس المرتفع، أو المنخفض للغاية، ولهذا قال ابن القيم: هو من الثياب الغالي والمنخفض، وقال ابن الأثير: ظهور الشيء في شنعة حتى يظهره للناس (أعرض الله عنه) أي لم ينظر الله إليه نظر رحمة، ويستمر ذلك (حتى يضعه متى وضعه) بأن يصغره في العيون ويحقره في القلوب، وقال ابن الأثير: المراد به ما ليس من لبس الرجال، يعني يشتهر بينهم بمخالفة ثوبه لألوان ثيابهم، وليس ذا مختصا [ ص: 219 ] بالثياب، بل يحصل لمن لبس ما يخالف ملبوس الناس فيعجبوا من لباسه ويعتقدوه، وقال القاضي: المراد بثوب الشهرة ما لا يحل لبسه، وإلا لما رتب الوعيد عليه، أو ما يقصد بلبسه التفاخر والتكبر على الفقراء والإدلال والتيه عليهم وكسر قلوبهم، أو ما يتخذه المساخر ليجعل به نفسه ضحكة بين الناس، أو ما يرائى به من الأعمال، فكنى بالثوب عن العمل وهو شائع والأظهر الأول لملاءمته لقوله: ألبسه الله ثوب مذلة

(هـ والضياء) المقدسي (عن أبي ذر ) وضعفه المنذري، وقال غيره: فيه وكيع بن محرز الشامي، قال في الميزان: قال البخاري رحمه الله تعالى: عنده عجائب، وساق هذا منها، وقال أبو حاتم : لا بأس به.



الخدمات العلمية