الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8483 - من أعطي شيئا فوجد فليجز به، ومن لم يجد فليثن به، فإن أثنى به فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط فإنه كلابس ثوبي زور (خد د ت حب) عن جابر - (صح)

التالي السابق


(من أعطي شيئا فوجد) أي من أعطي حقا فليكن عارفا بحقه، فإن وجد مالا (فليجز به) مكافأة على الصنيعة (ومن لم يجد) مالا (فليثن به) عليه، ولا يجوز له كتمان نعمته (فإن أثنى) عليه (به فقد شكره) على ما أعطاه (وإن كتمه فقد كفره) أي كفر نعمته، وفيه معنى قوله: الحمد رأس الشكر، ما شكر الله عبد لم يحمده، والفاء في "وجد" عاطفة على الشرط، وفي "فليجز به" جوابية، وفائدة التعبير بحرف الترتيب الإشارة إلى أن من أعطي لا يؤخر الجزاء عن الإعطاء أيما وجد اليسار (ومن تحلى بما لم يعط) أي ومن تزين بشعار الزهاد وليس منهم (فإنه كلابس ثوبي زور) أي فهو كمن لبس قميصا وصل كمه بكمين آخرين موهما أنه لابس قميصين فهو كالكاذب القائل ما لم يكن، وقيل: شبه بالثوبين أن المتحلي كذب كذبين، فوصف نفسه بصفة ليست فيه، ووصف غيره بأنه خصه بصلة. قال الطيبي: وأتبع المجازي والمثني بالمتحلي لأنهما أظهرا ما وجب عليهما لئلا يكفر المنعم، وهذا إنما يظهر ما يلبس به على الناس ليسخر منهم

(خد د ت حب عن جابر) بن عبد الله، قال الترمذي : حسن، قال الصدر المناوي: وفيه إسماعيل بن عياش .



الخدمات العلمية