الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8558 - من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن (طب) عن ابن عباس - (ح)

التالي السابق


(من بدا جفا) أي من قطن بالبادية صار فيه جفاء الأعراب (ومن اتبع الصيد غفل) بفتحات، أي من شغل الصيد قلبه وألهاه صارت فيه غفلة، قال الزمخشري : وليس الغرض ما تزعمه جهلة الناس أن الوحش يعم الجن فمن تعرض لها خبلته وغفلته اهـ. (ومن أتى أبواب السلطان افتتن) زاد في رواية أحمد : وما ازداد عبد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا اهـ. وذلك لأن الداخل عليهم إما أن يلتفت إلى تنعمهم فيزدري نعمة الله عليه، أو يهمل الإنكار عليهم مع وجوبه فيفسق فتضيق صدورهم بإظهار ظلمهم وبقبيح فعلهم، وإما أن يطمع في دنياهم وذلك هو السحت. قال عمار بن ياسر لعلي: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الكفر على ماذا بني؟ قال على أربع دعائم: الجفاء والعمى والغفلة والشك، فمن جفا احتقر الحق وجهر بالباطل ومقت العلماء، ومن عمي نسي الذكر، ومن غفل حاد عن الرشد وغرته الأماني فأخذته الحسرة والندامة وبدا له من الله ما لم يحتسب. وقضية صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه، بل تعقبه: وما ازداد عبد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا

(طب عن ابن عباس ) رمز لحسنه، ظاهر حال صنيع المؤلف أنه لم يره لأحد أعلى من الطبراني ولا أحق بالعزو وهو عجيب، فقد خرجه باللفظ المزبور أحمد عن أبي هريرة وعن ابن عباس ، قال المنذري والهيثمي: وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح خلا الحسن بن الحكم النخعي وهو ثقة اهـ، وفي مسند الطبراني وهب بن منبه أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ثقة مشهور ضعفه الفلاس.



الخدمات العلمية