الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8732 - من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار (حم 4 ك) عن أبي هريرة - (صح)

التالي السابق


(من سئل عن علم) علمه قطعا وهو علم يحتاج إليه سائل في أمر دينه، وقيل: ما يلزم عليه تعليمه كمريد الإسلام يقول: علمني الإسلام، والمفتي في حلال أو حرام، وقيل هو علم الشهادتين (فكتمه) عن أهله (ألجمه الله يوم القيامة بلجام) فارسي معرب (من نار) أي أدخل في فيه لجاما من نار مكافأة له على فعله حيث ألجم نفسه بالسكوت في محل الكلام، فالحديث خرج على مشاكلة العقوبة للذنب، وذلك لأنه سبحانه أخذ الميثاق على الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه، وفيه حث على تعليم العلم لأن تعلم العلم إنما هو لنشره ودعوة الخلق إلى الحق، والكاتم يزاول إبطال هذه الحكمة وهو بعيد عن الحكيم المتقن، ولهذا كان جزاؤه أن يلجم تشبيها له بالحيوان الذي سخر ومنع من قصد ما يريده، فإن العالم شأنه دعاء الناس إلى الحق وإرشادهم إلى الصراط المستقيم، وقوله "بلجام" من باب التشبيه لبيانه بقوله "من نار" على وزان حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر شبه ما يوضع في فيه من النار بلجام في الدابة، ولولا ما ذكر من البيان كان استعارة لا تشبيها

(حم 4 ك عن أبي هريرة ) قال الترمذي : حسن، وقال الحاكم : على شرطهما، وقال المنذري: في طرقه كلها مقال إلا أن طريق أبي داود حسن، وأشار ابن القطان إلى أن فيه انقطاعا، وللحديث عن أبي هريرة طرق عشرة سردها ابن الجوزي ووهاها، وفي اللسان كالميزان عن العقيلي : هذا الحديث لا يعرف إلا لحماد بن محمد وأنه لا يصح اهـ. قال الذهبي في الكبائر: إسناده صحيح، رواه عطاء عن أبي هريرة ، وأشار بذلك إلى أن رجاله ثقات، لكن فيه انقطاع، وساقه البيضاوي في تفسيره بلفظ: من كتم علما عن أهله... قال الولي العراقي: ولم أجده هكذا.



الخدمات العلمية