الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8912 - من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما (حم خ ن هـ) عن ابن عمرو - (صح)

التالي السابق


(من قتل معاهدا) أي من له عهد منا بنحو أمان، قال ابن الأثير: وأكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة، وقد يطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا على ترك الحرب (لم يرح) بفتح أوليه على الأشهر، وقد تضم الياء وتفتح الراء وتكسر (رائحة الجنة) أي لم يشمها حين شمها من لم يرتكب كبيرة، لا أنه لا يجدها أصلا كما يفيده أخبار أخر، جمعا بينه وبين ما تعاضد من الدلائل النقلية والعقلية على أن صاحب الكبيرة إذا كان موحدا محكوما بإسلامه لا يخلد في النار ولا يحرم من الجنة (وإن ريحها) الواو للحال (ليوجد) في رواية: "يوجد" بلا لام (من مسيرة أربعين عاما) وروي: مائة، وخمس مائة، وألف، ولا تدافع لاختلافه باختلاف الأعمال والعمال والأحوال، أو القصد المبالغة في التكثير لا خصوص العدد، والوعيد يفيد أن قتله كبيرة، وبه صرح الذهبي وغيره، لكن لا يلزم منه قتل المسلم به

[تنبيه] قال ابن القيم: ريح الجنة نوعان: نوع يوجد في الدنيا تشمه الأرواح أحيانا لا تدركه العبارة، ونوع يدرك بحاسة الشم للأبد كما يشم رائحة الأزهار ونحوها، وذا يشترك أهل الجنة في إدراكه في الآخرة من قرب، ومن بعد يدركه الخواص في الدنيا، وقد أشهد الله عباده في هذه الدار آثارا من آثار الجنة وأنموذجا منها، من الرائحة الطيبة واللذة الشهية والمناظر البهية والمناكح الشهية والنعيم والسرور وقرة العين

(حم خ) في الجزية (ن هـ) في الديات (عن ابن عمرو ) بفتح العين، ومن ضمه فقد صحف، ابن العاص رفعه.



الخدمات العلمية