الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8966 - من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله (ن) عن ابن عمر - (صح)

التالي السابق


(من كان حالفا) أي من كان مريدا للحلف (فلا يحلف إلا بالله) يعني باسم من أسمائه وصفة من صفاته؛ لأن في الحلف تعظيما للمحلوف، وحقيقة العظمة لا تكون إلا لله، قاله لما أدرك عمر يحلف بأبيه، والحلف بالمخلوق مكروه كالنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، والكعبة لاقتضاء الحلف غاية تعظيم المحلوف به، والعظمة مختصة بالله تعالى فلا يضاهى به غيره، وأما قسمه تعالى ببعض خلقه كالفجر والشمس فعلى الإضمار أي: ورب الفجر، على أن اليمين من العبد إنما هو لترجيح جانب الصدق، وصدق الله قطعي لا يتطرق إليه احتمال الكذب، وإنما وقعت في كلامه جريا على عادة عباده تنويها بشرف ما شاء من خلقه، وتعليما لعباده شرعية القسم، وأخذ بهذا علي كرم الله وجهه ثم شريح وطاووس وعطاء فقالوا: لا يقضى بالطلاق على من حلف به فحنث، قال في المطامح: ولا يعرف لعلي في ذلك مخالف من الصحابة اهـ.

[فائدة] سئل شيخ الإسلام زكريا عن قوم جرت عادتهم إذا حلفوا أن يقولوا: ببركة سيدي فلان على الله... هل هم مخطئون بحلفهم بغير الله تعالى؟ أجاب: يكره الحلف المذكور ويمنع منه، فإن لم يمتنع أدب إن قصد بـ "على" الاستعلاء على بابها

(ن عن ابن عمر) بن الخطاب، ورواه البخاري بلفظ: من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت.



الخدمات العلمية