الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8978 - من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار (د) عن عمار - (ح)

التالي السابق


(من كان له وجهان في الدنيا) يعني من كان مع كل واحد من عدوين كأنه صديقه، ويعده أنه ناصر له، ويذم ذا عند ذا أو ذا عند ذا، يأتي قوما بوجه وقوما بوجه على وجه الإفساد (كان له يوم القيامة لسانان من نار) كما كان في الدنيا له لسان عند كل طائفة، قال الغزالي: اتفقوا على أن ملاقاة الاثنين بوجهين نفاق، وللنفاق علامات هذه منها، نعم إن جامل كل واحد منهما وكان صادقا لم يكن ذا لسانين، فإن نقل كلام كل منهما للآخر فهو نمام دون لسان، وذلك شر من النميمة، وقيل لابن عمر : إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول، فإذا خرجنا قلنا غيره، قال: كنا نعده نفاقا على عهد المصطفى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم، فهذا نفاق إذا كان غنيا عن الدخول على الأمير والثناء عليه، فلو استغنى عن الدخول فدخل فخاف إن لم يثن عليه فهو نفاق؛ لأنه المحوج نفسه إليه، فإن استغنى عن الدخول لو قنع بقليل وترك المال والجاه فدخل لضرورتهما فهو منافق، وهذا معنى خبر: حب المال والجاه ينبت النفاق في القلب، لأنه يحوج إلى رعايتهم ومداهنتهم، أما إن ابتلي به لضرورة وخاف إن لم يثن فهو معذور، فإن اتقاء الشر جائز

(د) في الأدب (عن عمار) بن ياسر، رمز لحسنه، قال الحافظ العراقي: سنده حسن اهـ، لكن قال الصدر المناوي: فيه شريك بن عبد الله القاضي وفيه مقال، نعم رواه البخاري في الأدب المفرد بسند حسن.



الخدمات العلمية