الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9004 - من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوبا مثله ثم يلهب فيه النار (د هـ) عن ابن عمر - (ح)

التالي السابق


(من لبس ثوب شهرة) قال القاضي: الشهرة ظهور الشيء في شنعة بحيث يشتهر به (ألبسه الله يوم القيامة) التي هي دار الجزاء وكشف الغطاء (ثوبا مثله) كذا بخط المصنف، وفي رواية: ثوب مذلة، أي يشمله بالذل -كما يشمل الثوب البدن- في ذلك الجمع الأعظم بأن يصغره في العيون ويحقره في القلوب، لأنه لبس شهوة الدنيا ليفتخر بها على غيره فيلبسه الله مثله (ثم تلهب فيه النار) عقوبة له بنقيض فعله، والجزاء من جنس العمل، فأذله الله كما عاقب من أطال ثوبه خيلاء بأن خسف به فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، ولبس الدنيء من الثياب يذم في موضع ويحمد في موضع، فيذم إذا كان شهرة وخيلاء، ويمدح إذا كان تواضعا واستكانة، كما أن لبس الرفيع منها يذم إذا كان لكبر أو فخر، ويمدح إذا كان تجملا وإظهارا للنعمة

(د هـ) في اللباس (عن ابن عمر) بن الخطاب، قال المنذري: إسناده حسن اهـ، وقال عبد الحق: فيه شريك بن عثمان بن أبي زرعة اهـ، قال ابن القطان: يوهم ضعف عثمان وما به ضعف اهـ. ورواه عنه أيضا النسائي في الزينة، فما أوهمه صنيع المصنف من تفرد ذينك عن الستة به غير لائق.



الخدمات العلمية