الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9207 - المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم (حم ت ن ك حب) عن أبي هريرة (طب) عن واثلة- (صح)

التالي السابق


(المسلم) الكامل، قال الكمال: نحو: زيد الرجل أي الكامل في الرجولية، وقال الطيبي: التعريف في "المسلم" و "المؤمن" للجنس (من سلم المسلمون من لسانه ويده) بأن لا يتعرض لهم بما حرم من دمائهم وأموالهم وأعراضهم، قدم اللسان لأن التعرض به أسرع وقوعا وأكثر، وخص اليد لأن معظم مزاولة الأفعال بها. لا يقال: إذا سلم المسلمون منه يلزم أن يكون مسلما كاملا وإن لم يأت بأركان الإسلام المبني عليها، لأنا نقول: هذا ورد على سبيل المبالغة تعظيما لترك الإيذاء، كأن ترك الإيذاء هو نفس الإسلام الكامل وهو محصور فيه، على سبيل الادعاء للمبالغة (والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم) يعني ائتمنوه وجعلوه أمينا عليها لكونه مجربا مختبرا في حفظها وعدم الخيانة فيها، قال الطيبي: وذكر المسلم والمؤمن بمعنى واحد تأكيدا وتقريرا، لكنه لم يذكر في الثانية ما يدل على ما يثمر اللسان من البذاء أو البهتان؛ لأن آفة اللسان ظاهرة وآفة اليد مفتقرة إلى البيان، قال القاضي: فمن لم يراع حكم الله في ذمام المسلمين والكف عنهم لم يكمل إسلامه، ومن لم يكن له جاذبة نفسانية إلى رعاية حق الحق وملازمة العدل بينه وبينهم فلعله لا يراعي ما بينه وبين ربه، فيخل بإيمانه

(حم ت ن ك عن أبي هريرة ) لكن في رواية الحاكم زيادة وهي: والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب.



الخدمات العلمية