الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9876 - لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة (حم ت حب ك) عن أبي سعيد - (صح)

التالي السابق


(لا حليم) حلما كاملا (إلا ذو عثرة) أي إلا من وقع في زلة، وحصل منه خطأ، واستخجل من ذلك، وأحب أن يستر من رآه على عيبه، أو المراد: لا يتصف الحليم بالحلم حتى يرى الأمور، ويعثر فيها، ويستبين مواقع الخطإ فيجتنبها، ويدل له قوله (ولا حكيم إلا ذو تجربة) بالأمور، فيعرف أن العفو كيف يكون محبوبا، فيعفو عن غيره إذا وقع في زلة، كما علم بالتجارب أنه لا يسلم من الوقوع في مثلها، ومن ثم كان داود قبل العثرة يقول: يا رب لا تغفر للخطائين، فلما عثر صار يجلس بين الفقراء ويقول: مسكين بين مساكين، رب اغفر للخطائين كي تغفر لداود معهم، والعثرة: المرة من العثار، وإحكام الشيء: إصلاحه عن الخلل، والحكيم : المتيقظ المتنبه، أو المتقن للحكمة الحافظ لها، وما ذكر من أن سياق الحديث هكذا هو ما وقع في كثير من الروايات، ورواه العسكري عن أبي سعيد أيضا بزيادة ثالث فقال: لا حليم إلا ذو أناة، ولا عليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة

(ت) في البر (حب ك) في الأدب من حديث دراج عن أبي الهيثم (عن أبي سعيد) الخدري، قال الحاكم : صحيح، وأقره الذهبي وليس كما قال، ففي المنار ما حاصله أنه ضعيف؛ وذلك لأنه لما نقل عن الترمذي أنه حسن غريب قال: ولم يبين المانع من صحته، وذلك لأن فيه دراجا وهو ضعيف، وقال ابن الجوزي : تفرد به دراج، وقد قال أحمد : أحاديثه مناكير اهـ، وحكم القزويني بوضعه، لكن تعقبه العلائي بما حاصله أنه ضعيف لا موضوع.



الخدمات العلمية