الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                896 ص: حدثنا فهد ، قال: ثنا أبو نعيم الطحان ، قال: ثنا محمد بن فضيل ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن حفصة ابنة أبي كثير عن أمها قالت: علمتني أم سلمة -رضي الله عنها- وقالت: علمني رسول الله -عليه السلام- قال: " يا أم سلمة إذا كان عند أذان المغرب فقولي: اللهم عند استقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك وحضور صلواتك؛ اغفر لي" .

                                                التالي السابق


                                                ش: أبو نعيم اسمه ضرار بن صرد التيمي الطحان الكوفي ، فيه مقال كثير حتى كذبه يحيى بن معين وتركه النسائي .

                                                [ ص: 127 ] ومحمد بن فضيل بن غزوان أبو عبد الرحمن الكوفي روى له البخاري والنسائي وابن ماجه .

                                                وعبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث أبو شيبة الواسطي فيه مقال كثير، روى له أبو داود والترمذي .

                                                وحفصة ابنة أبي كثير مولى أم سلمة ويقال لها: خميصة ، وكذا وقع في رواية للطبراني على ما نذكره، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وأم حفصة لم أدر من هي ولا وقفت على اسمها، ولعل هذا تصحيف، والصحيح عن حفصة بنت أبي كثير ، عن أبيها كما وقع هكذا في رواية الترمذي حيث قال: ثنا حسين بن علي بن الأسود البغدادي ، قال: نا محمد بن فضيل ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن حفصة ابنة أبي كثير ، عن أبيها أبي كثير ، عن أم سلمة قالت: "علمني رسول الله -عليه السلام- قال: قولي عند أذان المغرب : اللهم عند استقبال ليلك، وإدبار النهار، وأصوات دعاتك، وحضور صلواتك، أسألك أن تغفر لي" هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وحفصة بنت أبي كثير لا نعرفها ولا أباها. ذكره في الدعوات.

                                                وأخرجه أبو داود : عن أبي كثير مولى أم سلمة ، عن أم سلمة ، فقال: ثنا مؤمل ابن إهاب ، ثنا عبد الله بن الوليد العدني ، ثنا القاسم بن معن ، نا المسعودي ، عن أبي كثير مولى أم سلمة ، عن أم سلمة قال: "علمني رسول الله -عليه السلام- أن أقول عند أذان المغرب: اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك فاغفر لي" .

                                                وكذا أخرجه الطبراني فقال: ثنا الحسن بن إسحاق ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، وثنا عبيد بن أبي غنام ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قالا: ثنا إسحاق بن منصور ، نا هريم بن سفيان ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن أبي كثير مولى أم سلمة ، عن أم سلمة قالت: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قولي عند أذان المغرب: اللهم عند إقبال [ ص: 128 ] ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك وحضور صلواتك، اغفر لي. وكانت إذا تعارت من الليل تقول: رب اغفر وارحم واهد السبيل الأقوم" .

                                                وله من طريق آخر عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن خميصة ، عن النبي -عليه السلام- نحوه.

                                                قلت: خميصة - بضم الخاء المعجمة وبالصاد المهملة.

                                                قوله: "عند استقبال" ظرف، والعامل فيه قوله: "اغفر لي".

                                                قوله: "دعاتك" جمع داع، كقضاة جمع قاض، وإنما أضاف هذه الأشياء إلى الله تعالى وإن كانت جميع الأشياء لله تعالى؛ لإظهار فضيلة هذه الأشياء لأن المضاف يكتسي الفضيلة والشرف من المضاف إليه كما في ناقة الله، وإنما حث بالدعاء في هذا الوقت لأنه وقت شريف باعتبار أنه آخر النهار - وهو وقت ارتفاع الأعمال - وأول الليل اللذين هما اثنان من آيات الله تعالى الدالة على وحدانيته وبقائه وقدمه، وأنه وقت حضور العبادة فيكون أقرب للإجابة.




                                                الخدمات العلمية