الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1059 ص: حدثنا أبو أمية ، قال: ثنا روح بن عبادة والحجاج بن نصير ، قالا: ثنا قرة بن خالد السدوسي ، قال: ثنا ضرغامة بن عليبة بن حرملة العنبري ، قال: حدثني أبي، عن جدي قال: "أتيت رسول الله -عليه السلام- في ركوب من الحي، فصلى بنا صلاة الغداة فانصرف وما كاد أعرف وجوه القوم ، أي كأنه [ ص: 375 ] بغلس" .

                                                حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا هارون بن إسماعيل الخزاز ، قال: ثنا قرة ، عن ضرغامة بن عليبة ، عن أبيه، عن جده، عن النبي -عليه السلام-، مثله.

                                                التالي السابق


                                                ش: هذان طريقان:

                                                أحدهما: عن أبي أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي شيخ النسائي وأبي عوانة الإسفرائيني وأبي حاتم الرازي ، قال في "الميزان": محدث رحال ثقة.

                                                عن روح بن عبادة بن العلاء البصري روى له الجماعة.

                                                وعن الحجاج بن نصير الفساطيطي القيسي أبي محمد البصري ، فعن أحمد : ضعيف. وكذا عن النسائي ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويهم.

                                                كلاهما يرويان عن قرة بن خالد السدوسي أبي محمد البصري روى له الجماعة.

                                                عن ضرغامة بن عليبة العنبري وثقه ابن حبان .

                                                عن أبيه عليبة بن حرملة العنبري التميمي وثقه ابن حبان .

                                                عن جده حرملة بن عبد الله التميمي العنبري الصحابي ، وهو جد حبان بن عاصم لأمه ، وجد صفية ودحيبة ابنتي عليبة لأبيها.

                                                وأخرجه الطبراني في "الكبير": ثنا معاذ بن المثنى ، ثنا أبي وعمي عبيد الله بن معاذ ، قالا: ثنا أبي، ثنا قرة بن خالد ، ثنا ضرغامة بن عليبة بن حرملة ، حدثني أبي، عن أبيه قال: "انطلقت في وفد الحي إلى رسول الله -عليه السلام-، فصلى بنا صلاة الصبح ، فلما سلم جعلت انظر إلى وجه الذي إلى جنبي، فما أكاد أعرفه من الغلس فقلت: يا رسول الله، أوصني، قال: اتق الله، وإن كنت في القوم فسمعتهم يقولون لك ما يعجبك فأته، وإن سمعتهم يقولون لك ما تكره، فدعه" .

                                                [ ص: 376 ] الثاني: عن إبراهيم بن مرزوق ، عن هارون بن إسماعيل الخزاز - بالخاء والزاءين المعجمات - وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن هارون بن إسماعيل الخزاز فقال: شيخ محله الصدق، كان عنده كتاب عن علي بن المبارك ، وكان تاجرا.

                                                عن قرة بن خالد ، عن ضرغامة ... إلى آخره.

                                                وأخرجه الطيالسي في "مسنده": ثنا قرة بن خالد ، ثنا ضرغامة بن عليبة بن حرملة العنبري ، عن أبيه عليبة ، عن جده حرملة قال: "أتيت رسول الله -عليه السلام- في ركب من الحي، فصلى بنا صلاة الصبح ، فجعلت أنظر إلى الذي بجنبي فما أكاد أعرفه من الغلس، فلما أردت الرجوع، قلت: أوصني يا رسول الله، قال: اتق الله، وإذا كنت في مجلس فقمت عنهم فسمعتهم يقولون ما يعجبك فأته وإذا سمعتهم يقولون ما تكره فلا تأته" .

                                                قوله: "في ركوب من الحي" الركوب جمع ركب جمع راكب كصحب جمع صاحب، والراكب في الأصل هو راكب الإبل خاصة، ثم اتسع فيه فأطلق على كل من ركب دابة.

                                                قوله: "وما أكاد" أي وما أقرب "أعرف"، وذلك لأجل الغلس، وهو ظلمة آخر الليل المختلطة بضياء الصباح.




                                                الخدمات العلمية