الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                926 ص: حدثنا فهد ، قال ثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا الأعمش ، عن عمارة ، عن أبي عطية قال: "دخلت أنا ومسروق على عائشة -رضي الله عنها- فقال مسروق : يا أم المؤمنين، رجلان من أصحاب محمد -عليه السلام- كلاهما لا يألو عن الخير، أما أحدهما فيعجل المغرب ويعجل الأفطار ، والآخر يؤخر المغرب حتى تبدو النجوم ويؤخر الإفطار - يعني - فقالت: أيهما كان يعجل الصلاة والإفطار؟ قال: عبد الله ، قالت عائشة -رضي الله عنها-: كذلك كان يفعل رسول الله -عليه السلام- .

                                                التالي السابق


                                                ش: هذا وما بعده من الآثار بيان لقوله: "وقد تواترت الآثار عن رسول الله -عليه السلام- أنه كان يصلي المغرب إذا توارت الشمس بالحجاب" .

                                                وإسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح ما خلا فهدا.

                                                والأعمش هو سليمان ، وعمارة هو ابن عمير التيمي الكوفي ، وأبو عطية الوداعي الهمداني الكوفي اسمه مالك بن أبي حمرة - وقيل: مالك بن عامر ، وقيل: عمرو - بن جندب وقيل: غير ذلك والله أعلم.

                                                وأخرجه مسلم : ثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب محمد بن العلاء ، [قالا]: ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن أبي عطية قال: "دخلت أنا ومسروق على عائشة -رضي الله عنها- فقلنا: يا أم المؤمنين، رجلان من أصحاب محمد -عليه السلام- أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة، والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة، قالت: أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة؟ قال: قلنا: عبد الله - يعني ابن مسعود - قالت: كذلك كان يصنع رسول الله -عليه السلام-. زاد أبو كريب : "والآخر أبو موسى " .

                                                [ ص: 208 ] وأخرجه أبو داود : عن مسدد ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن عمارة ... إلى آخره نحو رواية مسلم .

                                                وأخرجه الترمذي : عن هناد ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ... إلى آخره نحوه.

                                                وأخرجه النسائي من طرق متعددة.

                                                قوله: "رجلان " مبتدأ تخ -صلى الله عليه وسلم- بالصفة؛ لأن التقدير: رجلان كانا من أصحاب محمد -عليه السلام-.

                                                وقوله: "كلاهما " مبتدأ ثان، وخبره قوله: "لا يألو" والجملة خبر المبتدأ الأول، ومعنى لا يألو: لا يقصر من ألى يألو: إذا قصر وأبطأ.

                                                قوله: "حتى تبدو النجوم" أي: حتى تظهر.

                                                قوله: "يعني: أبا موسى " بيان لقوله: "والآخر يؤخر المغرب" وهو أبو موسى الأشعري ، واسمه عبد الله بن قيس .

                                                قوله: "قال: عبد الله " أي قال مسروق : الذي يعجل الصلاة والإفطار هو عبد الله بن مسعود .

                                                وفيه دلالة على أن وقت المغرب عقب غروب الشمس، واستحباب تعجيل الإفطار .




                                                الخدمات العلمية