الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                963 ص: حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال: أنا ابن وهب ، أن مالكا حدثه، عن أبي الزبير المكي ، عن أبي الطفيل ، أن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أخبره: " أنهم خرجوا مع النبي -عليه السلام- عام تبوك ، فكان رسول الله -عليه السلام- يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء" .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح، وأبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي الصحابي ، وأخرجه الجماعة ما خلا البخاري .

                                                فمسلم : عن أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن زهير ، عن أبي الزبير ، عن أبي الطفيل عامر ، عن معاذ قال: "خرجنا مع رسول الله -عليه السلام- في غزوة تبوك ، فكان يصلي الظهر والعصر جميعا، والمغرب والعشاء جميعا" .

                                                وأبو داود : عن القعنبي ، عن مالك ، عن أبي الزبير المكي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، أن معاذ بن جبل أخبرهم: "أنهم خرجوا مع رسول الله -عليه السلام- في [ ص: 237 ] غزوة تبوك ، فكان رسول الله -عليه السلام- يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء ، فأخر الصلاة يوما ثم خرج وصلى الظهر والعصر جميعا، ثم دخل، ثم خرج وصلى المغرب والعشاء جميعا" .

                                                والترمذي : عن قتيبة ، عن الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن معاذ بن جبل : "أن النبي -عليه السلام- كان في غزوة تبوك إذا ارتحل بعد زيغ الشمس عجل العصر إلى الظهر وصلى الظهر والعصر جميعا ثم سار، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء، وإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب" .

                                                والنسائي : عن محمد بن مسلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وهو يسمع واللفظ له، عن ابن القاسم ، قال: حدثني مالك ، عن أبي الزبير المكي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، أن معاذ بن جبل أخبره: "أنهم خرجوا مع رسول الله -عليه السلام- عام تبوك ، فكان رسول الله -عليه السلام- يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، فأخر الظهر يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل، ثم خرج فصلى المغرب والعشاء" .

                                                وابن ماجه : عن علي بن محمد ، عن وكيع ، عن سفيان ، عن أبي الزبير ، عن أبي الطفيل ، عن معاذ بن جبل : "أن النبي -عليه السلام- جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في غزوة تبوك في السفر" .

                                                قوله: "عام تبوك " أراد به غزوة تبوك ، وكانت في سنة تسع من الهجرة، وتبوك - بفتح التاء المثناة، وضم الباء الموحدة، وفي آخره كاف - بليدة بين الحجر والشام ، وبها عين ونخيل، وقيل: كان أصحاب الأيكة بها.

                                                [ ص: 238 ] قوله: "كان رسول الله يجمع بين الظهر والعصر" يعني كان يؤخر الظهر إلى آخر وقته فيصليها فيه، ثم يصلي العصر في أول وقته، فيكون جامعا بينهما فعلا لا وقتا، وسيجيء مزيد الكلام فيه مستفيض إن شاء الله.




                                                الخدمات العلمية